القاص والروائي وجيه حسن: الكاتب البصير الناقد الأوّل لعمله الأدبيّ.. ليس هناك أدب بلا رسالة..

أكتب القصة للكبار منذ سنوات طويلة ولي تجربتي في كتابة أدب الأطفال أيضا، كما أكتب الرواية والمقالة والخاطرة ونشرت الكثير في جريدة العروبة  و (البعث) كما أكتب في جريدة (الأسبوع الأدبي)ومجلة (الموقف الأدبي  ) و اللتين تصدران عن اتحاد الكتاب العرب في سورية ومجلة المعرفة والتي  تصدر عن وزارة الثقافة وفي مجلتي الرافد والشارقة الثقافية  هذا ما قاله القاص والروائي وجيه حسن الذي التقيناه و أجرينا معه هذا الحوار..

وحول سؤاله عن رؤيته لعالم الطفولة قال:  هي المرحلة التي يمرّ بها الكائن البشري من الميلاد، إلى سنّ الثامنة عشرة، وهي مرحلة للتربية والتعليم والتّأسيس والغرس والبذار والبناء.

وسأردّد ما قالته الكاتبة السورية “دلال حاتم” حول عالَم الطفولة بنقائه، وعظيم براءته:كنتُ أنظر إلى العالَم بعينيّ طفل، يدهشه كلّ شيء.. أرى القمرَ رغيفاً، والشّمسَ برتقالة، والفراشةَ طفلة تملك جناحَين.. وهكذا”.. وتابع قائلا: أكتب قصصا للأطفال في مجلة أسامة ومجلة فيحاء التي تصدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق التي كان اسمها شام الطفولة.

وسألناه عن  الفرق بين الكتابة للأطفال، والكتابة للكبار فقال:

الكتابة للأطفال، فلذات الأكباد، أصعب من الكتابة للكبار، لأنّ كاتب الأطفال، تقع على عاتقه مسؤولية انتقاء مفرداته وكلماته بمهنيّةٍ عالية، وحرصٍ شديد، لأنّ موضوعات أدب الأطفال مستمدّة من صميم حياة الطفل، وعلى الكاتب المتمرّس، أن يعي، أنّ المضمون الجيّد، يبدو ساذجاً ، إذا قُدّم إلى الطفل بأسلوب ركيك مضطرب، أو إذا قُدّم إليه مبهرجاً بمحسّنات بلاغيّة وبديعيّة  .

-كيف تختار كلماتك الموجّهة للأطفال؟

إنّ الكتابة لهم وعنهم عمل صعب، فيه مشقة، وعلى الكاتب المتمرّس، أن يختار كلماته من قاموس الأطفال أنفسهم، كي تصل رسالته إليهم من أقصر الطرق وأيسرها.

في بدء كتاباتي للأطفال، توقّفت عند اللّغة التي ستكون جسر التّواصل معهم، وقتها لم أجد مشكلة في ذلك، لأنني في الأصل أكتب القصة للكبار بلغة مبسّطة خالية من المفردات الصّعبة، وهو ما يُطلَق عليه اصطلاحاً: “اللّغة الثالثة”، وهي ليست باللّغة المُقعّرة، ولا العاميّة الدّارجة.

  • وعن المواضيع التي يختارها للكبار وللصّغار قال:

بكلّ تأكيد، الموضوعات التي أكتبها للكبار، تختلف عن تلك الموجّهة للصّغار، فلكلّ فئة موضوعاتها وقصصها وعالمها، فمرحلة الطفولة هي للتربية والبناء، إذ أهمّ ما يتضمّنه أدب الأطفال، هو تقديم منظومة متكاملة من القِيم، ثمّ ليس هناك أدب بلا رسالة للكبار وللصّغار على حدّ سواء

  • هل للمكان دورٌ في قصصك؟

ليس هناك عمل أدبيّ، يخلو من عنصري الزّمان والمكان، وهو ما يطلق عليهما البعض تعريف “الزّمكان”، أو “الزّمكانيّة”، فهذان العنصران، يشبهان التاريخ والجغرافيا، ولا يمكن للكاتب المتمكّن إغفال أحدهما، ولا يكتمل أيّ عمل أدبيّ أصلاً بدونهما.

  • كيف ترى أدب الأطفال في سورية ؟ وهل يواكب الطموحات؟

نحن نجهل الطفولة الجهل كلّه، ولا نعرف كيف نتعامل مع الطفل، ومع أدبه الموجَّه إليه، ، إن محاولاتنا في مضمار أدب الأطفال لاتزال قاصرة وهو دون الطموحات المنشودة، أقول هذا وعيني على أدب الأطفال-العالمي وما أحرزه  من تقدم مذهل .

-وعن سؤاله ماذا يعني له النّقد قال:إنّ الكاتب البصير، هو الناقد الأوّل لعمله الأدبيّ، مهما كان جنس هذا العمل.. هو الذي ينقّحه ويغربله، ويصحّحه، وينظر فيه، قبل أن يقدّمه للناقد أو القارئ، وإذا كان الناقد ليس متمكّناً من أدواته وصنعته، فإنّ ما سيقوله من رأي، سيكون رأياً انطباعيّاً لا يُعْتدّ به، وليس له قيمة أدبيّة تُنصِف العمل الأدبي  وصاحبه بآن.

و عن مجموعاته القصصية  والروائية قال:  صدرت لي مجموعات قصصية هي:”في الباب امرأة أخرى” –  و “عَشرة على عَشرة” – ، و “البحر ووجه آخر لماء المدينة” ، و “جرائم بلون الكرز” ، و “الوَلَه الكبير” – و “غيمة ماطرة تروي حكايتها” – للأطفال، و “شمعة مضيئة اسمها: نور” – للأطفال،  و “من دفتر الذّكريات” – مقالات وتأمّلات، و “دويّ السّراب” – رواية، و “حِبال الدّهشة” – رواية، ، و “آهٍ كم كنتُ غبيّة” – رواية “قيد الطبع”، و “الشّمس رائعة النّهار”، مقالات وتأمّلات “قيد الطبع”، وكتاب دراسات عنوانه: “أدب الأطفال في واقعنا الأدبي المعاصر”، “قيد الطبع”…

حوار: عفاف حلاس

 

المزيد...
آخر الأخبار