تُجسد الطفلة السورية بانة عبد الله نموذجاً ملهماً للتحدي والإبداع، فأثبتت أن العمر ليس عائقاً أمام تحقيق الطموحات، وحملت من خلال حبها للقراءة والكتابة، إنجازات متعددة بمشاركاتها المتميزة والمتتالية في مبادرة “تحدي القراءة العربي” التي تقيمها دولة الإمارات العربية المتحدة سنوياً، لتحصل مؤخراً على لقب “أصغر كاتبة توقع على عمل أدبي هذا العام في دبي”.
بداية متميزة على مستوى محافظة الحسكة
في حديثها لـ سانا، تروي بانة ذات الأعوام الأحد عشر كيف بدأت مسيرتها مع القراءة منذ سن مبكرة، فكانت تكتب مذكراتها وتحوّل قواعد اللغة العربية إلى قصص بسيطة يسهل على الجميع فهمها، ضمن مشروعها الأدبي كتاب “سلسلة البان الأدبية”، مبينة أن دعم والديها، اللذين يعملان معلمين للغة العربية، كان له الفضل في تحقيق إنجازاتها على مستوى محافظة الحسكة، وتفوقها في “تحدي القراءة” الذي جعلها تبرز في محيطها وفي المجتمع السوري.
أصغر كاتبة توقع على عمل أدبي بدبي
عملت الطفلة بانة على إثراء المحتوى التعليمي عبر منصات التواصل الاجتماعي، فقدمت مقاطع تعريفية عن حضارة سوريا وكتبت كتابها الأول بعنوان “أنا سوري”، الذي يستعرض معالم وتاريخ المحافظات السورية، كما كانت جزءاً من برامج تلفزيونية وفعاليات دولية، منها تسجيل حلقات في برنامج “عرب كاست” بدبي.
وأصبحت بانة أصغر كاتبة توقع على عمل أدبي، وذلك جراء توقيعها في الحفل الختامي لتحدي القراءة العربي 2025 بدبي على كتاب من تأليفها بعنوان “تاء التأنيث” ضمن سلسلة المجموعة القصصية “البان الأدبية” التي أنجزتها، مقدمة بذلك نموذجاً فريداً للأطفال المبدعين.
الطفلة السورية الملهمة
حصلت بانة على لقب “الطفلة السورية الملهمة” من عدة وسائل إعلام عربية أجرت معها لقاءات، ولا سيما بعد مشاركتها كأصغر كاتب في فعاليات تحدي القراءة العربي لهذا العام، وهو ما جعلها مثالاً ملهماً للأطفال والموهوبين.
الطفلة المبدعة، أوضحت أن لديها العديد من المشاريع الخاصة أهمها كتاب “السائح الصغير”، الذي أطلقته لتعريف العالم بثقافة وتراث سوريا، حيث تطمح لأن تكون سفيرة للطفولة، تُعرف العالم بحضارة سوريا وتراثها العريق، معبرة عن حبها لدمشق وشغفها بالشعر العربي، واهتمامها بنقد الكتب والروايات من خلال برنامجها “الأديب الصغير” الذي تقدمه على وسائل التواصل الاجتماعي.
القراءة تفتح أبواب المعرفة
ترى بانة أن القراءة والكتابة هما أساس التطور الشخصي والمجتمعي، وبناء الشخصية المتوازنة، معتبرة أن القراءة تفتح أبواب المعرفة، وتمد الإنسان بالوعي، وتجعله قادراً على التفكر والتقييم بشكل أعمق، والكتابة ليست مجرد وسيلة للتعبير عن الأفكار، بل هي أداة لتنظيم الأفكار وتصحيح المسار والارتقاء بالذات.
قصة الطفلة بانة عبد الله تعكس إبداع الأطفال السوريين، الجيل القادم الذي يعول عليه بناء سوريا وتطورها، فالمستقبل يبدأ من داخل عقول هؤلاء الأطفال الذين يحملون على عاتقهم مسؤولية بناء وطنهم، بأحلام وإرادة كبيرتين.