منذ حرب تشرين التحريرية وفي كل خطوة كان يخطوها جيشنا العظيم نحو النصر ، كانت إسرائيل تعفّر وجهها بتراب الخيبة ، واليوم ومع انتصارات أبطالنا في ساحات المجد ترسم علامة مشرفة على جبين التاريخ ، لأن الجندي السوري حين يمتشق بندقيته ويطلق للكرامة رصاصة خبرتها ميادين القتال جيداً ، تثار في التاريخ شهوة الحكايا فلا أساطير يرويها بعد اليوم إلا ماسطره السوريون عبر ملاحم الدم والصمود العظيم .
جيشنا في أشد لحظات الحرب المبرمجة ضده كسر المستحيل ، وعلم العالم أن الكيان المزروع في قلب الوطن العربي يجثم على صدر كل سوري أبي ، وأنه لاخيار أمامه إلا ما يمليه عليه نهجه المقاوم ، لذلك لم يستسلم ولم يستكن ، وأفهم من سكروا على دمائنا إرضاء لشهوة الذئب الوهابي أننا أحرار رغماً عن أنف الطغاة المعتدين .
جيشنا خبر الجوع والبرد والحصار والموت جيداً خلال سنوات الحرب، وكان صموده وريداً يمد الجسد السوري بالحياة بعد أن ضيقوا الخناق على بلد الياسمين ، واستطاع بهمة أبطاله أن يرفع للعزة العربية راية ناصعة في زمن ماتت فيه النخوة العربية بعد تخاذل الأعراب وتكالب الأغراب .
الجيش العربي السوري الخارج من عشب الأرض وملح الصخر وقهر الحصار ، مزق بصموده أسطورة داعش ودولة الخرافة، ومازالت صرخة الشهيد يحيى الشغري:(والله لنمحيها) تدوي في فضاء الإنسانية وتوقظ نخوة الشرفاء بعد أن ملت أمة العرب من أنصاف رجالها، لذلك يرفض أبطالنا اللحاق بركب الذل والتبعية الذي لحق به الأعراب منذ هزيمة 1948 وحتى يومنا هذا.
أبطال الجيش أسياد الوطن لأنهم أذلوا الصهيوني في السماء، وهزموا الداعشي على الأرض وأحرجوا الأمريكي على الحدود، وهم ماضون في قهر المستحيل ،فأي غيث تنتظره الأرض السورية في زمن المعجزات ؟
أيها الجيش العظيم ،علمتنا أن الحروب لاتقاس بالخسائر مهما كانت مؤلمة لكنها تقاس بانتصار الإرادات وثبات القلوب ، علمتنا ألا نفقد الأمل مهما ادلهم ليلنا لأن فجر الأحرار قادم لا محالة .
المجد لبندقيتك وأنت تزرع التضحيات لتحصد الأوطان ، منك نتعلم كيف يكون الإنسان متشرباً حب وطنه حتى الشهادة ،ما أجمل تضحياتك وأنت ترتقي الى الجود بالنفس والروح ، في عيدك تثمر سورية الحبيبة شهداء وسنابل مجد ، في عيد الجيش نشرب نخب انتصاراتكم أسياد النضال ، كأسك يا وطن.
سمر المحمد