بعد استيراد دام لسنوات … معمل مزج الزيوت بمصفاة حمص ينتج زيت المحركات و الفرامل ومانع التجمد محلياً ويوفر ملايين الليرات

تميزت كوادر مصفاة حمص بإخلاص وتفان في العمل حولّها إلى نموذج يحتذى في باقي المنشآت , وأثبت العاملون في المصفاة أنهم على  مستوى عال  من المسؤولية و قادرون على  تأدية  واجبهم  المهني بحرفية عالية جداً , وبرهن صمودهم وثباتهم  وتميزهم  في موقع عملهم  أنهم  رديف حقيقي لجيشنا  الباسل  وأنهم أحد  أهم  دعائم  الصمود الاقتصادي  لبلدنا  خاصة في ظل عقوبات اقتصادية جائرة أحادية الجانب فرضت على شعبنا الأبي…

وفي حديثه للعروبة قال الدكتور صبحي الحسن مدير معمل مزج الزيوت في مصفاة حمص أن العام المقبل سيشهد نقلة نوعية في العمل وتلبية حاجة السوق المحلية من مختلف أنواع الزيوت التي كان يتم استيرادها بمبالغ طائلة ,وأضاف : سيتجاوز التوفير 50% من قيمة الزيوت المستوردة وفق دراسة اقتصادية تم الانتهاء منها.
وفي التفاصيل قال: تمكنت كوادر معمل مزج الزيوت التابع لمصفاة حمص من إنتاج زيت الفرامل ,والذي كان يستورد بالكامل ,وهذه المرة الأولى في القطر التي تتمكن فيها كوادرنا من تحقيق إنجاز بهذه الأهمية الاقتصادية , وحالياً يتم الانتهاء من دفاتر الشروط و سيتم الاعلان عنها قريباً , مشيراً إلى أن القيمة التقديرية لإنشاء خطوط الإنتاج بحدود 20 مليون ل.س ,و سيتم إنتاج حوالي 200 ألف عبوة كباكورة عمل لزوم إدارة الوقود و المحروقات و يتوقع أن يتم الإنتاج قبل نهاية هذا العام.
وأضاف: كذلك الأمر بالنسبة للشحوم الصناعية بنوعيها اللوثيومي و الصوديومي حيث تصل كلفة إنشاء الخط إلى 80 مليون ل.س ,و سيؤمن الشحوم بنوعيها و سيتم الاستغناء عن استيراد هذه المادة و يتوقع الإنتاج قبل نهاية هذا العام .
وذكر الحسن أنه تم إعداد دفاتر شروط فنية خاصة لخطوط زيت سائل الفرام و الشحوم الصناعية بكافة أنواعها ,ونحن بانتظار الموافقة ليتم الاعلان عن مناقصات لتركيب و تشغيل خطوط الإنتاج في نهاية الشهر العاشر, و يتوقع أن يكون الإنتاج كبيراً في نهاية تشرين الثاني لتأمين متطلبات الجيش و القوات المسلحة و شركات القطاع العام و الأسواق المحلية .

إنتاج زيت القطع 22
مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من إعداد نماذج مخبرية لزيت الفرام و جربت بشكل فعلي على السيارات ونتائجها جيدة ,كما تم إنتاج زيوت القطع 22 التي تطلب من مراكز البحوث وعبئت الكميات بالبراميل و سيتم توريدها للمراكز ,مشيراً إلى أن تصنيع هذه الزيوت محلياً يتم للمرة الأولى في القطر وبهمة وخبرة كوادر محلية ..
وأشار إلى أن الشهر المقبل سيشهد إنتاج زيوت التبريد بكافة أنواعها ,موضح أن قائمة من المستوردات تتضمن زيوت القطع و زيوت التبريد و سائل الفرام والشحوم الصناعية كانت تستورد في العام الماضي , والآن سيتم إنتاجها محلياً بعد أن انتهت كل الاختبارات والتجارب المخبرية التي تؤكد إمكانية إنتاجها في المعمل و الدراسة الاقتصادية وبيان الفارق بين الإنتاج و الاستيراد والذي قد يتجاوز 40 أو 50%,وستكون موجودة في الأسواق مع بداية عام 2019كحد أقصى لتلبية احتياجات السوق المحلية بشكل كامل تقريباً.

تخفيض …للمنافسة
وتحدث الحسن عن خطوات نوعية للمصفاة لتكون منتجاتها منافسة في السوق بشكل حقيقي حيث خفض سعر الزيوت 15% للبراميل و10% للعبوات البلاستيكية ,مشيراً إلى أن الأسباب تعود لانخفاض الكلفة ,و بسبب دخول منافسين جدد لشراء المواد الأولية لمعمل مزج الزيوت , وأضاف : تم العمل بموجب توجيهات من وزير النفط المهندس علي غانم حيث أجريت دراسة جديدة للأسعار وفق الكلف الحقيقية مع الاحتفاظ بهامش ربح حسب الأنظمة والقوانين المتعارف عليها للمعمل .

مشاركة في معرض دمشق الدولي
وعن مشاركة المصفاة في معرض دمشق الدولي بدورته الستين ضمن جناح وزارة النفط ,حيث تم تشكيل لجنة من الكوادر الفنية و الإدارية لإظهار المظهر الحقيقي للشركة العامة لمصفاة حمص و خاصة خلال سنوات الحرب و ذلك من خلال عروض تم إنجازها بما يواكب تطور التقنيات.
وشملت العروض شرحاً عن وحدات المصفاة ومشاريعها الستة الموجودة ,ومرونتها العالية في التشغيل و التوقيف و تكرير أصعب أنواع الخامات و بحمولات مختلفة و أنواع أخرى مختلفة .
كذلك الانجازات التي قامت بها كوادرنا المحلية سواء تصنيع الأبراج و قطع الغيار و غيرها إلى إنتاج الوقود الخاص الذي لايمكن استيراده بسبب الحصار الاقتصادي الجائر . والإضاءة على بعض المشاكل النوعية التي اعترضت العمل خلال الحرب و كيف تم التغلب عليها بخبرات و كوادر محلية بالاعتماد على الذات و إيجاد البدائل و كل حالة حسب خصوصيتها,والإشارة إلى قدرة الكوادر المحلية على تكرير أصعب الخامات و بحمولات مختلفة من ألف طن إلى 15 ألف طن يومياً حسب الكميات المتوفرة في الخطة..
موضحاً أن أهمية المشاركة في المعرض تأتي كناحية تثقيفية لتعريف المواطن بمنتجات الشركة العامة لمصفاة حمص .
و جاءت المشاركة بإنتاج زيوت المحركات المصنعة, و لدينا كافة أنواع زيوت المحركات متعددة الدرجات 20-50 بعبوات مميزة لكل نوع من أنواع المحركات حسب مستوى المحرك وزيت الفرام ومانع التجمد..
موضحاً أن المعارض بالمطلق فرصة لإغناء ثقافة المواطن لاختيار الزيت الجيد وتمييزه عن الرديء ,واستخدام الزيوت الصحيحة لحماية آليته,حيث تتعدى الفكرة الموضوع التجاري و تصل إلى الموضوع التثقيفي واستخدام الزيت الأفضل سواء للسيارات أو من زيوت الهيدروليك والزيوت الصناعية ..وبالتالي تسليط الضوء على المنتجات الجديدة للمعمل .
وأضاف : نعمل تحت شعار (إعادة الإعمار) بأقصى طاقاتنا و خبراتنا العلمية و الفنية و التقنية لرفع سوية العمل إلى أعلى مستويات الإنتاج والجودة التي تضاهي البلدان المتقدمة صناعياً بعيداً عن العمل النمطي والتقليدي .
متابعة وتصوير: محمد بلول

المزيد...
آخر الأخبار