تعج الأسواق بما لذ وطاب فهي تحوي كل احتياجات الناس من مأكل ومشرب وأجهزة كهربائية وألبسة …ومن.. ومن لكن لا يوجد من يشتري لأن المواطن وبسبب ضيق ذات اليد يعزف عن الشراء باستثناء قوت يومه ..فذوي الدخل المحدود من موظفين وعمال وصغار الكسبة جيوبهم فارغة وقوارب رواتبهم لاتبحر بهم لأكثر من عشرة أيام ..ومن يراقب حركة الشراء في أسواقنا يجد أنها تشي بوجود حالة ضيق مادي أضحت شبه قاعدة عامة كونها تشمل أغلب شرائح المجتمع .. هذا لايعني عدم وجود استثناءات لكن القاعدة العامة هي أن أغلب الناس يعانون ولا يملكون مايكفي لتأمين متطلبات بيوتهم ولاسيما أننا مقبلون على دائرة الثالوث السنوي /مدارس – مؤنة – مازوت/ ومفردات هذا الثالوث توجع الرأس قبل القلب .
هذا المشهد المركب المعقد في أسواقنا يترجمه مانراه بأم أعيننا أن لا أحد يعمل لصالح المواطن ولا أحد يعير واقعه الكئيب الاهتمام اللازم والذي يستوجب إيجاد جهات مختصة تراقب عن كثب حركة الاسعار والقوة الشرائية للأسر وتخرج ببيانات وأرقام قياسية ترسل الى الجهات المعنية بواقع المواطن السوري بشكل عام ومن ثم يحتم بذل جهود مضاعفة في مراقبة حركة الأسعار في الأسواق التي شهدت بعد عطلة عيد الأضحى فورة غير مسبوقة .
المدهش هنا أن مظاهر فرح العيد تجلى بالألعاب النارية ومسدسات الخرز من قبل أطفال يبحثون بعيونهم عن أي شيء يبث فرحاً بالعيد طالما انتظروه لسنوات وسنوات كانت بمرارة الحنظل وقد أزيل بعض من هذه المرارة عند احتضان أب لأطفاله بعد عودته من معارك تطهير الأرض السورية من رجس الارهاب التي سبقت بالأخبار العاجلة المؤكدة أن النصر حليف الحق والذي يجسده رجال الله في الميدان لتعود البسمة لوجوه الأطفال وأمهاتهم رغم شظف العيش وضيق ذات اليد .
المجتمع السوري رغم معاناته المتعددة الألوان يترقب كل ساعة عيده الأكبر بعودة وطننا لعذوبته كما كان أهم منارات العالم .
بسام عمران
المزيد...