لا إنسان يخلو من جوهر مهما كان غرض هذا الإنسان ، وبالتالي لا فرق بين معوق الجسد وسواه من البشر الأصحاء ، والإعاقة الحقيقية إنما هي الإعاقة بالأخلاق ، والإعاقة الحق هي العجز عن التطور والتقدم .
لا يخلو مجتمع على وجه الأرض من أناس ذوي احتياجات خاصة وهذه ليست إعاقة ، فالإنسان يتقدم بفكره وليس بقدميه وأطرافه ، فالشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة فقد شيئا وليس كل شيء ، ومازال قادراً على ممارسة الحياة وحالته تلك ليست خياراً شخصياً ، فالإعاقة تعود إلى العديد من الأسباب الناجمة عن الوراثة أو الولادة وربما إلى حادث سير غّير مجرى الحياة كما هو الحال اليوم في ظل الحرب .وتعتبر إعاقات الحرب خسائر مستقبلية ، وعددهم في ازدياد اسمهم « مصابو الحرب » ، لكننا نستطيع تغيير واقعهم المعيشي والاجتماعي ، وهذه المسؤولية تقع لا على عاتق الدولة فقط بل على عاتق المجتمع أيضا، لأننا لا نقدم للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة أي خدمة أو رعاية في ظل الغلاء الذي نعيشه فالمواطن العادي لا يكفيه دخله كي يعيش حياة مقبولة فكيف من يحتاج إلى رعاية خاصة نفسية و معنوية أو مادية .
من جهة أخرى مازال البعض يظن أن ذوي الحاجات الخاصة ليس بمقدورهم المساهمة الإيجابية بالمجتمع وينظر إليهم نظرة الشفقة بالرغم من أن بعضهم لديهم مهارات تفوق مهارات الشخص السوي فكريا وجسديا.
ويبقى المعوقون أكثر الأشخاص الذين يحتاجون إلى اهتمام ورعاية من حيث العمل والتعليم فمنهم من يمتلكون فكرا وقدرة على تقديم الاختراعات والعمل أكثر من الأشخاص الأصحاء ، وهذه مسؤولية الجميع .
رنا محمود