ثمة الكثير من التساؤلات تتعلق بالمناطق المحررة من العصابات الإرهابية ، ترى لماذا لم تحظ تلك الأحياء بالعناية اللائقة من قبل الجهات المعنية ، ولماذا ما زالت فقيرة بالخدمات على الرغم من عودة نسبة لا بأس بها من العائلات المهجرة إلى بيوتها بعد أن قامت بعمليات الترميم سواء على حسابها الخاص أم بمساعدة بعض الجهات الأهلية المدعومة من الأمم المتحدة .
ترى ألا يفترض أن توضع خدمات تلك الأحياء على طاولات النقاش في مجلس المحافظة وفي مجلس المدينة كعناوين ثابتة لمناقشة واقعها وبحث كيف يمكن تقديم العون لأهالي تلك الأحياء ومساعدتهم على العيش الكريم بعد أن تعرضوا للتهجير من بيوتهم طيلة فترة الحرب الإرهابية القذرة التي تعرضت لها بلدنا حيث خسروا الكثير الكثير مادياً ومعنوياً ؟.. فبعض تلك الأحياء ما زالت الأنقاض تتراكم في شوارعها التي ما زالت تنتظر آليات مجلس المدينة للقيام بتنظيفها بشكل يومي ، وما زالت تحتاج إلى أبسط الخدمات من كهرباء وماء و.. ترى ألا يفترض من شركات المياه والكهرباء أن تقيم مراكز ثابتة لها في تلك الأحياء مع ورشات الصيانة الدائمة ليلا ونهارا لتقوم بتلبية طلبات الأهالي بدل أن يدوخ المواطن بين مؤسسة الكهرباء في منطقة المحطة وبين مؤسسة المياه التي تقع على طريق دمشق وفي منطقة تبدو نائية وبعيدة كثيراً عن سكن الأهالي وذلك لتقديم طلب تركيب عداد جديد بدل الذي سرقته أو دمرته العصابات الإرهابية أثناء تواجدها في تلك الأحياء حيث تبدو الرحلة شاقة إلى مؤسسة المياه التي تقع في أقصى جنوب المدينة ؟ ولماذا مثلاً لا تقوم الجهات المسؤولة بإقامة تجمع واحد في مركز المدينة لتلقي طلبات عدادات المياه والكهرباء كما فعلت حين أنشأت النافذة الواحدة من أجل تسديد فواتير الكهرباء والمياه وتقديم خدمات أخرى لتخفيف العبء على المواطنين .
أليس معيباً «مثلاً» أن حمص القديمة وبعض الأحياء الأخرى مثل جورة الشياح والقرابيص والقصور قد تم تحريرها منذ عام 2014 وحتى الآن لا يحظى بعض الأهالي بأبسط الخدمات ولماذا مثلاً لم يتم تنوير الشوارع الرئيسية في بعض الأحياء كالشارع الرئيسي في حي القرابيص في حين أن المؤسسة المعنية بالكهرباء قد وضعت بعض المصابيح في بعض الشوارع الفرعية دون غيرها تاركة إشارات استفهام عديدة حول عدم العدالة وعدم تركيب تلك المصابيح في كافة الشوارع الفرعية .. ترى هل يعود ذلك للدعم أم لمن يدفع ..؟؟ وهل يعقل أن تكون تلك الأحياء غائبة عن اهتمام مجلس المدينة واهتمام المؤسسات الخدمية الأخرى . .. ولماذا مثلاً لم تقم آليات مجلس مدينة حمص بتنظيف الشوارع بشكل لائق، ولماذا تبقي على بعض الأنقاض في أماكن متفرقة من الحي دون أن تقوم بتنظيفها بشكل نهائي ، ولماذا أيضا لم تقم بانجاز الجزر المتوسطة والأطاريف في الشارع الرئيسي في حي القرابيص الذي يبدو مهملا ولا يحظي بالعناية بالإضافة لعدم وجود الحاويات والحالة المزرية التي يبدو عليها ذلك الحي ومعظم تلك الأحياء التي ذكرناها.
وبعد : أتساءل ؟ هل يمكن أن تحظى تلك الأحياء بالاهتمام الذي من المفترض أن يكون موجوداً بشكل طبيعي ، وهل يمكن التفكير فعلياً بمساعدة الأهالي للحصول على تلك الخدمات الأساسية التي يطلبونها , وهل يمكن افتتاح مراكز للكهرباء والمياه وإيجاد ورشات دائمة تقدم خدماتها مجاناً للأهالي دون دفع أثمان فناجين قهوة يبدو المواطن عاجزاً عنها أم أن المسألة صعبة التحقيق ..
المناطق المنكوبة التي تم تحريرها منذ عام 2014 تعاني وأهلها يعانون أكثر والمطلوب باختصار تقديم المساعدة لهؤلاء الأهالي الذين لا يطلبون أكثر من العيش الكريم وخدمات تليق بهم وبإنسانيتهم ؟ فهل نشهد تحركاً فعلياً للجهات المعنية لبحث مشكلات تلك الأحياء في جميع الاجتماعات وعلى أعلى المستويات كي تعود تلك الأحياء لألقها وكي تعود الابتسامة لأهلها دون أن يتعرضوا للابتزاز والدفع بالتي هي أحسن ؟
عبد الحكيم مرزوق