لموسم الفرح عنوان ،لحظة لقاء المزارع بأشجار الزيتون ليتسلم أولى ثمراته البكر مع نسمة خريفية قادمة من حقول الجمال ..
فبمثل هذه الأيام من كل عام يقوم المزارع بجني ثمار الزيتون وهو الوقت المحدد له ،يترافق قطافه مع أهازيج الفرح الذي يتردد صداه في أرجاء الحقل …
إذ يعد زيت الزيتون الغذاء الأهم في الحياة اليومية للمواطن السوري وهو الحبل السري الذي يربط الإنسان بأمه الأرض ،إذ كلاهما ولدا من صلب الطبيعة ،ولدا من رحم هذه الأرض …
لكن ما ينغص على الفلاح عيشه أن موسم هذا العام غير وفير الإنتاج ،إضافة إلى انتشار أقاويل وربما هي إشاعات تنتشر مثل النار في الهشيم حول عدم جودة نوعية الزيت باعتبار أن الثمرة قد نخرتها ذبابة الحقول أو دودة الزيتون ،وهنا الفلاح ضائع بين حانا ومانا وهو بين صد وردّ إذ يتساءل :هل يتابع جني محصوله السنوي أم يبقيه معلقاً فوق أغصانه علماً أنه إذا أراد أن يقيس نسبة الأسيد في الزيت سيحتاج إلى دفع مبالغ إضافية قد تصل إلى تسعة آلاف ليرة سورية عدا عن تكلفة أجور النقل للزيتون من البيت للمعصرة ومن المعصرة للبيت وأجرة عصره ليصل إلى المستهلك العادي بأسعار مرتفعة ،فتزايدت مواطن الوجع على المزارع والمستهلك معاً ،وما زال في الأمر ما يستحق التدبير والتفكير لأن هناك ثمة قلق لدى جميع المواطنين وتخوفاً من ارتفاع أسعار الزيت في فاتورة فضائية جديدة تضاف إلى أعباء أكثر قسوة …
فلنفتح نوافذ اهتمام للمزارع من خلال نشر حملات توعية في وسائل الإعلام حول عملية قطف الزيتون ونوعيته وتعريفه ما إذا كان صالحاً للاستهلاك البشري ،ليصل الغذاء إلى المواطنين بالصورة المثلى ….
عفاف حلاس