تهرب منك الكلمات ويخونك صوتك ،يغريك مشهد الحياة فتبتسم في وجه عصفور ،تتصدّق على الوجع بما اجتهد قلبك من محاولات البقاء… كي تحظى ببعض الفرح .
ثمة من يحاول قتل الأشياء الجميلة التي بقيت في داخلك لا لشيء سوى لتتساوى مع جهلةٍ في فهم تجليات النزاعات التي تجتاح ذاتك بين الخير والشر.
ليست الحرب وحدها هي التي أوجعتنا ..!
خطوات الطريق، أصوات الراحلين ،صور الغائبين ،نسائم الحنين،كل مايحفّ بذاكرة أتلفتها الفاجعة تلو الفاجعة ..ولم تنتبه للوقت الذي داهم قلبك على حين حزن..
-ليست الحرب وحدها هي التي أوجعتنا ..!
اسمك الذي يرهق مسامعهم ،نفسك الراضية ،ذاتك المرهفة وكل المكنونات الخاصة بروحك الشاعرية تتعبهم..
-ليست الحرب وحدها هي التي أوجعتنا…!
ماكشفته الحرب أسوأ من الحرب ذاتها ومن أجل الحياة بسرورها وشرورها ..نكتب… لنحيا..
ولأننا نريد أن نكون أصحاء في فكرنا ونأخذ بيد الوطن الذي يعبق بأرواح الشهداء الطاهرة ،ونحفظ ماء وجه التراب نريد أن نأخذ بيد هذا الوطن العزيز إلى الضفة السليمة المعافاة من الأمراض الفكرية والاجتماعية لنضمن لأولادنا فيه من الاستقرار مايكفيهم ،فقلوبنا أدماها ما سموه «الربيع العربي» ولانريد لهم سوى ربيع يفصل على مقاس أحلامهم تلك التي دفُع في ليلها الكثير من الدمار والدماء ،من حق أحلامهم أن تحيا شفافة أنيقة نظيفة خالية من الإرهاب ومخلفاته .
فأمنياتنا جداً صغيرة ،فنحن بحاجة إلى الأمل وإلى أشياء تشبه الفرح.. تحت سقف سماء تتسع للجميع. فنحن حين نبدي رأينا بقرار ما أو مشروع ما لايتناسب مع ألواننا الطبيعية نتكلم وننتقد لنقتلع الشوك لا لننشر غبار الكلام.
ريمة خضر