عادت الحياة الثقافية لحمص من أوسع أبوابها بالمشاركة الواسعة للأدباء الحمامصة من شعراء وقاصين في مهرجان حمص الثقافي الفني في عودته الميمونة بعد توقف دام أكثر من تسع سنوات .
وبدأ اليوم الأول مع الشاعر الدكتور غسان لافي طعمة إذ ألقى مجموعة من قصائده وجهها للشهيد والأرض والوطن ومن أجواء شعره نقتطف: وطني الطيب يا وطني
للوطن النازف في قلبي أرسم أيقونة حب
أرفعها فوق الأبواب
للوطن النابض في حبات القمح سأشرع قافيتي
موسيقا تعزفها أوتار الأهداب
يا وطني الطيب يا وطني
هل تذكر كنا نمشي عند الفجر مع الصفصاف
ندندن أنغام الأحباب
هل غاب النهر وغاب الصفصاف
يا وطني الطيب يا وطني .
الشاعر صهيب كلاليب ألقى مجموعة من القصائد تحدث فيها عن وجع السوريين وآمالهم وآلامهم متبعاً نظام التفعيلة والعمود , من خلال قصيدتي (شال) و(هي لم تخني مطلقاً) إضافة إلى ومضات شعرية غزلية ووجدانية ,حلق خياله فيها حاملاً الأفكار نحو الأمل.
ميسون جنيات ألقت مجموعة من نصوصها التي حاكت فيها الألم الذي عايشه السوريون خلال السنوات الماضية واتبعت أسلوب الومضة في نصوصها تلك ومن شعرها نقتطف: بصمت طويل طويل, قطفت آخر جملة واختنقت .وفي ومضة أخرى تقول: أمي الريح وأبي الغضب وأنا جذوة صغيرة في باب القصب ومن معجزاتي أني مثمرة .
خديجة الحسن قرأت مجموعة من قصائد النثر تحدثت فيها عن المعاني الإنسانية من فرح وحزن من أجواء شعرها نقتطف: حين يلمع بعيني الكلام / وترى بعينيك معنى الكلام/ لا تنتظر آخر الزمان كي تبوح بالأسرار /وقل يارب يبتدئ الحب حين يبتدئ السلام.
«شارع الدبلان » لقب غلب على تسمية «المتنبي »
وفي اليوم الثاني كنا على موعد مع القصة في رابطة الخريجين الجامعيين وبدأ النشاط مع القاص الدكتور جرجس حوراني تحدث في قصته عن شارع الدبلان وكيف طغت هذه التسمية على اسمه الحقيقي وهو شارع المتنبي وكيف استطاعت التسمية الجديدة «الدبلان» أن تهيمن على التسمية الأصلية رغم أن المتنبي لقب بـ «مالئ الدنيا وشاغل الناس» مبيناً أن اللقب الجديد يعود إلى اسم مالك المقهى البسيط الذي كان موجوداً في شارع المتنبي واسمه «أمين الدبلان» وكيف كانت الفتاة البرازيلية التي تعمل نادلة في ذلك المقهى تقدم فنجان قهوة مجاني لكل من رواد المقهى الذين يحكون طرفةً تُضحك الآخرين .
القاص صفوان حنوف : عضو اتحاد الكتاب العرب وله العديد من المجموعات القصصية بيَّن في قصته كيف أن البطل الذي لبى نداء المذيعة بضرورة التوجه لمركز التبرع بالدم من أجل إنقاذ مريض زمرة دمه «o سلبي» وكيف اصطدم بإحدى الفتيات وهو في طريقه إلى بنك الدم ثم عاد ووجدها في البنك أمامه تتبرع للمريض وعلم أن زمرة دمها أيضا «o سلبي « وقد أنهى القاص قصته بعبارة :افترقا وهم سعداء لأن أيا منهما لن يعرف في أي شريان سيسري دمه .وهو يرمز إلى أن السوريين يرتبطون بالدم مع بعضهم البعض .
القاصة صفاء الشلبي ربطت في قصتها المعنونة بـ «الساعة تدق من الداخل » بين الأصالة والحداثة وبينت في نهاية القصة كيف أن والد البطل حزن لإزاحة الساعة القديمة ذات العصفور واستبدالها بساعة حديثة الكترونية مرسوم عليها برج ايفل كان قد احضرها معه من باريس كهدية لوالده الذي بذل قصارى جهده في إصلاح ساعته القديمة ذات العصفور وقد بينت في قصتها تلك أنواع الساعات القديمة والحديثة وربطت بين الساعة الميكانيكية وساعات عمرنا التي تمر بسرعة .
الدكتور غسان لافي طعمة أكد: عودة النشاط الثقافي هو عودة نبض الحياة في المجتمع فمثل ما أرى في تلميذ يتأبط حقيبته عائداً إلى مدرسته عودة للحياة الحقيقية أرى في عودة النشاط الثقافي تجدداً لنبض الحياة الذي لم ينطفئ ,وكما صمد جيشنا العربي السوري في مواجهة العدوان ودحره صمد أدباء ومثقفون في مواجهة الفكر الظلامي الذي طبل له الكثيرون وزمروا وهاهم يهزمونه رويدا رويداً .
للشهيد حضوره مشرف في الشعر
وفي اليوم التالي كان لثلة من شعراء حمص لقاء جميل في رابطة الخريجين بدأ اللقاء مع الشاعرة غنوة عميش حيث ألقت مجموعة من القصائد العمودية تحدثت فيها عن الذات الإنسانية التي تعاني من الالم .
كما شارك الشاعر احمد الحمد بمجموعة من قصائد وجدانية نقتطف منها : كما كان كنْ
مثلَ ما تقضي الطبيعةُ ،
لا تزِدْ ،
مَنْ زادَ عن حَدِّ الطبيعةِ
مسرِفُ !
إنَّ البساطةَ
لا تكلِّفُ أهلَها شيئاً ،
ولكنَّ التكلُّفَ
مُكلِفُ !
الشاعرة هند سطايحي أدمت قلوبنا بقصيدة حزينة لولدها الشهيد وقصيدة ثانية موجهة للشعراء فتقول: يا شاعراً يسمو البديع بشعره
يكفيك في ساح القريض مقام
يهفو إليك القلب كل هنيهة
وبنور وجهك يشرق الإلهام
كم قد زرعت حدائق ياشاعري
لون الصباح زهورها وخزام
وعزفت للنفس الشغوفة نوتة
كي لاتضل بدربها الأنغام
الشاعر إبراهيم الهاشم ألقى مجموعة من قصائده العذبة تحدث فيها عن مأساة عالمنا المبني على التناقض في كل شيء ومن أجواء قصيدته المعنونة بـ الشرق نقتطف:
السيرُ في ليلِ الحقيقةِ معضلهْ…
فالدربُ دونكَ بالمتاعبِ موحلهْ…
تمشي إلى التاريخ. تطرقُ
بابَهُ…
فترى المسالكَ والمعابرَ
مقفلهْ…
مِن أين تُبتدأُ الحرائقُ عندنا
فالأرضُ حولي بالدموعِ مبللهْ…
تجتاحني عيناكِ بين ترددي
فتزيدُ مشكلةُ الحرائقِ مشكلهْ…
خجلاً أذوبُ بنظرةٍ لحبيبتي…
فتُـثارُ من حولي عواصفُ
أسئلهْ…
ومسك الختام كان مع الشاعرة ميمونة العلي ألقت فيها مجموعة من قصائدها العمودية من أجواء شعرها نقتطف : من يا رفيقي كؤوس القلب تنساه /حن الشراع وما حنت خلاياه /شفت لحزني ضفاف الأمس فانسكبت ترعى أماني كي تمحو بلاياه .
المزيد...