نقطة على السطر..صحفي ..كسر قلمه

يقول جبران خليل جبران في بعض مايقوله مامعناه : « يقولون لي ما أنت والعالم سوى حبة رمل على شاطىء بحر غير متناه ، فأقول لهم ..أنا هو البحر المتناهي وما جميع العوالم حولي سوى حبات من الرمل على شاطىء»
هذا الشعور المفعم بالعظمة وهذه الأنفة المتشبعة بالكبرياء هي نسغ حياتنا الذي يعطينا القدرة لنعيش كما يجب ان نعيش كبشر، لنا هدف وغاية من حقيقة وجودنا في هذه الحياة .
ولا أريد ان أطيل في هذه المقدمة الفلسفية ولكنني رأيتها ضرورية لحفز النفوس والهمم لأولئك الذين يهمشون حياتهم ومواقفهم ويسيرون تحت شعار « الحيط الحيط ويارب السترة » وللأسف هؤلاء نصادفهم في العمل وفي الشارع وربما بين افراد الأسرة ..إنها الأنانية التي تقتل روح الجماعة وتقوض أركان المجتمع وتسير به ليس الى حافة الهاوية بل إلى الهاوية فعلاً .
وبالتأكيد لكل منا دور عليه أن يؤديه وواجب عليه أن يقوم به ليعطي لحياته معنى ولعمله قيمة .. وما أعظم دورنا وواجبنا كإعلاميين عندما نؤديه كاملاً .
ومهمة الصحفي وقدسية الأمانة التي يحملها في عنقه لا تقل إطلاقاً عن ذلك الجندي الذي يواجه العدو بكل بسالة .. فإن تغافل أو قصر هذا الجندي عن أداء واجبه فرّط في حق الوطن وفي حق أهله وأبنائه عليه .. وكذلك الصحفي الذي يرى الخطأ ولايشير إليه وعيباً فيتستر عليه .. يكون قد خان الأمانة ولم يؤد الواجب وفرّط بالتالي في حق الوطن وشرف المهنة .
والصحفي الذي يعتقد أن مهمته تقتصر على نقل الخطابات وتدبيج المديح بمناسبة وبدون مناسبة وكتابة موضوعات إنشائية عن فصل الربيع والخريف هو صحفي كسر قلمه بيده ليكون مطية يعبر الآخرون من فوق ظهره . إن شرف المهنة يقتضي منا ان نظل رافعي الرأس ليبقى قلمنا سيالاً بالدفاع عن الحق، حقنا نحن وحقوق الآخرين التي كثيراً ماتضيع بجرة قلم مأجور ..
أنا أؤمن مع بعضكم أن التيار جارف وأن المشي بعكس اتجاه الريح أمر متعب ومحفوف بالمخاطر ولكنه الواجب الذي علينا أن نؤديه تجاه الوطن وتجاه قائد الوطن الذي انتصر دائماً بإرادته الصلبة وبإيمانه العميق بوطنه وبشعبه على كل قوى الشر والعدوان .. وأؤمن معكم أيضاً أن اليد الواحدة لاتصفق ولكنها قادرة على رفع إشارة النصر بالإرادة القوية .
قديماً قالوا :«إن وخزات الدبوس لاتميت الإنسان ولكنها تؤلمه » وإن نقطة الماء قادرة على أن تحفر في الصخر الأصم ونحن نقول علينا ألا نيأس .
حسين الحموي

المزيد...
آخر الأخبار