الحياة دمعة وابتسامة .. كثيرون هم الذين ذاقوا مرارتها وذرفوا الدموع من مآسيها ولكن ما أجمل الإنسان حين يبتسم وينفي الهموم ويضحك ويعرف أن في الكون ما يسر ويبهج فمن رحم الآلام يولد الأمل … ومن زحمة الأحزان والمصاعب نستمده فيولد فرحاً وتنتشي نفس بفرحه وغالباً ما تأتي لحظات الفرح لتنسينا كثيراً من متاعب مرت بنا .. فمن اليأس البارد تشرق شمس تمدنا بالدفء .. والضياء .. ومن الخرائب المهجورة الحزينة وكوم الدمار والحجارة المبعثرة … ومراجيح الألعاب المدمرة .. المكسرة تنبت وردة حمراء .. سقيت بدماء الشهداء تتحدى الإرهاب والدمار والقهر .. يفوح عطرها أملاً فتسعدنا بمنظرها وتنعشنا بفوحها .. فنحيا على نغم أمل .. اغتيل منا منذ أعوام فيعود ضاحكاً .. مبشراً بالنصر الموعود .. وما أغلاه ! يلون وطني بالفرح .
حياتنا آمال وأحلام .. نبحث عنها دوماً .. فننفخ في رماد نار أحرقتنا .. آلمتنا كثيراً .. واكتوينا بنارها لسنوات في وطني الغالي سورية .. عشّنا الحنون ووطننا الهانئ الأخضر .. ننفخ في رماد أمسنا الحزين نبحث عن جمرة مختبئة تحت الرماد تضيء دروب أعمارنا وأوطاننا نهفو للقياها .. تتوهج أمامنا تضيء سراديب زمن صعب مؤلم عشناه في محنة وطن .. وحرب ضروس طاحنة قذرة تستهدف وجودنا وتدمر صروحنا .. وأمجادنا .. وتنهب خيراتنا وكنوزنا .. وها نحن اليوم نبذر أحلامنا وآمالنا .. المستقبلية .. نرحل في أسرارها نسقيها دماءنا ومداد أقلامنا … ننتظر حصادها نشم فوحها الزاكي .. كي نجد الوطن الأخضر والأمل الأكبر .. والحب الأكثر وطن العزة والتقدم والنماء .. وطننا الجميل وما أحلاه ..! إن النفس البشرية تواقة لكل جميل ولكل سعادة وهناء ومسرات ولكل حياة تسعدها .. والنفس المتفائلة بالأمل تزهو وتحلو وتفرح .. واليائسة في مغاور سحيقة من آمال ورغبات لم تتحقق وحياة بائسة يعيشها الإنسان بحزن وقهر .. وما أصعب حياة من تخيم عليه غلالة اليأس وظلامه فيحتاج لفسحة من أمل تبدد سواده وهذا ما عبر عنه أحد شعرائنا بقوله :
أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
لتكن حياتنا جميعاً أملاً أبيض .. نرتديه يفيض محبة واشراقاً وجمالاً وراحة نفس ولنهجر اليأس والكسل الى غير رجعة ( فنحن محكومون بالأمل ) وهو عنواننا وجوهر حياتنا وبوصلة وجودنا التي تقودنا لدروب الفرح .. والنصر والازدهار والإعمار والرقي بالوطن يجب علينا ألا نرتمي في أحضان اليأس والقنوط فيا عجباً .. لأناس … أطفؤوا البسمة في وجوههم والجمال في عيونهم والراحة في أنفسهم وعاشوا في مهب رياح الشقاء وبأيديهم يلونون فرح حياتهم بعتمة سواد مزعجة مؤلمة وما أتعسهم … تحية لأولئك الرائعين من الناس الذين تحدوا اليأس والحرمان والعذاب والتعب والفقر بعد أن صبروا فازدهرت أحلامهم وتحققت آمالهم وبللت أغصان عمرهم اليابسة قطرات ندى الأمل فاخضرت وفرحوا بها .. لنزرع بذور الأمل في كل مكان ولن نجد إلا الخير والحب والفرح .. ولنردد دائماً :
بالأمل يحيا الإنسان
بالأمل تبنى الأوطان
برهان الشليل