الذهاب إلى الأمم المتحدة، ليس منة أو هبة من أحد، لكن في ظروف مثل الظروف التي مرت بها سوريا خلال مدة طويلة من الزمن ،تعتبر حدثاً غير عادي،فقد كانت سوريا في حالة شبه مقاطعة وحصار بكافة أشكاله من غالبية دول العالم،وخلال حوالي عشرة أشهر تبدلت الأحوال، وذهبت سوريا ممثلة برئيسها إلى المنظمة الدولية لتقدم أوراق اعتمادها كدولة عادت للحياة والانفتاح على كل دول العالم، مبدية استعدادها للعمل مع الجميع على قاعدة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
من هنا تأتي أهمية زيارة الرئيس أحمد الشرع ،بعد أكثر من نصف قرن، إلى نيويورك ليقول للعالم هانحن عدنا من جديد لنضع أيدينا بكل الأيادي التي تشاركنا في الهم والاهتمام، لنضع أمام الرأي العام العالمي ما تعانيه سوريا وما نتطلع لتحقيقه والعمل عليه مستقبلاً،وهذا المكان الذي نحترمه و نقصده اليوم، إنما نفعل ذلك لإيماننا العميق بعدالة المجتمع الدولي،وفعلنا ذلك لنكون في مواجهة العالم دفاعاً عن قضيتنا العادلة والمصيرية.
وما لمسه الوفد السوري من الحفاوة والتقدير، يدفعه كي يسعى لتحقيق نتائج إيجابية تنعكس على واقعنا الصعب الذي نمربه، فنحن بحاجة إلى النظر بقضيتنا من منطلق واقعي ووجداني عبر إجماع عالمي، والمتمثل في إعادة النظر في العقوبات ورفع الحصار المفروض علينا، نريد الحياة لنا ولغيرنا بعيداً عن الحروب وما تتركه من آثار مدمرة على الجميع.
العقوبات والقوانين الجائرة ما تزال تقف عائقاً أمام عودة الحياة ،الحياة اللائقة بأبناء سوريا الذين عاشوا سنوات طويلة من الفقر والجوع والخوف من المستقبل المجهول، فنحن اليوم أمام تحدي إعادة الإعمار وعودة المهجرين، وهو من أخطر التحديات العاجلة والملحة، وأمامنا أيضاً إعادة بناء القطاعات المرتبطة بالواقع المعيشي، قطاع الطاقة، و دوران عجلة الإنتاج، ومن غير الممكن الاستمرار في الاعتماد على المساعدات،ولابد من العودة للعمل لأنه بعودته نحفظ كرامتنا وكرامة أبناء الوطن.
عادل الأحمد