المستقبل يمر من هنا …

عادت الحياة إلى مدارسنا على اختلاف مراحلها ومستوياتها،عادت بضوضائها المحببة وبجمالياتها ولوحاتها التي يرسمها أطفال وفتيان وشبان يسعون نحو المستقبل، فعن طريق التعليم ، نرى رسمًا شاملاً للأفضل لحياة الإنسان في كل من الجسد والعقل والروح.

نعم طريق المستقبل يمر من هنا،والزراعة هنا ليس لسنة أو عقد من الزمن ،هي زراعة للزمن الطويل ،حيث أخذنا ممن سبقونا، وهذا الجيل عليه وضع بصماته للغد القريب والبعيد,التعليم إستراتيجية شاملة متعددة الجوانب،لا تشمل فقط محو الأمية وتعلم القراءة والكتابة،إنها استثمار العقول لتحقيق ثورة شاملة في مختلف الجوانب، وهذا يتطلب التركيز على التعليم المنتج المتمثل في التعليم المهني الذي يعني تأهيل يد عاملة مدربة للانخراط في سوق العمل.

وهذه الإستراتجية تضعنا أمام امتحان المقدرة على إنتاج جيل على قدر التحديات التي نمر بها، تحديات نابعة من تكويننا وفهمنا لأهمية التعليم، حيث ينصب اهتمامنا على جوانب ونغفل جوانب أخرى، كالنظرة للتعليم الفني والمهني الذي يعني بالنسبة للأهل والطلاب أنه الطريق للشارع،أي يعني دون الأمل في الحصول على فرصة عمل، مع أن هذا الجانب هو فرصة عمل بحد ذاته، ومن خلال إمكانيات وأدوات بسيطة، والمجتمع كما هو بحاجة إلى أطباء ومهندسين ومحامين،بحاجة أيضاُ إلى مختصين بالكهرباء وصيانة الآليات والبرمجة وغيرها ،وهي من حيث النظرة المادية تحقق دخلاً أعلى مما تحققه الوظيفة العامة.

ومع بداية عام دراسي جديد، كلنا أمل أن نحقق خطوات عملية عبر رفع مستوى وسوية التعليم الحكومي، وانتشاله من حالة الترهل، ومحاولات هروب الطلاب منه إلى القطاع الخاص، وإلى الدروس الخصوصية.

لقد أصبحت تكلفة طالب في شهادة التعليم الأساسي أو الشهادة الثانوية،تشكل ضغطاً كبيراً على اقتصاديات الأسر وخاصة الأقل دخلاً، هي ملايين يضطر الأهل لدفعها كي لا يكونوا مقصرين في نظر المجتمع تجاه أبنائهم لأنهم لم يوفروا لهم الدروس الخصوصية التي أصبحت موضة أكثر مما هي حاجة.

من يجذب الطلاب إلى معهده أو إلى منزله ،هو مدرس لهؤلاء الطلاب في الصف ،فهل يكون في الخاص أفضل منه في العام؟ وهل يعني ذهاب الطالب مهما كان مستواه ،إلى الخاص كافياً لتحقيق نتائج ترضي الأهل وتحقق طموحهم قبل طموح الطالب المعني الأول والأخير؟

نحن لا نهاجم أحداً ولا نحاول قطع أرزاق أحدا، لكن المنطق يقول: البشر قدرات وإمكانيات ليست بسوية واحدة، ،هكذا هم البشر ونحن بحاجة للجميع من أجل أن يتكامل البناء في المجتمع المعافى والسليم.

نحن بحاجة ماسة لتقييم الأداء في مختلف مفاصل العمل، ومعرفة جوانب الخلل والضعف، وتصحيح المسار عبر التأكيد على رفع سوية العاملين ،وخاصة في هذا القطاع الذي يعني الغد الأفضل.

عادل الأحمد

 

المزيد...
آخر الأخبار