ابتعدي أيتها الأشياء
لاصوت لي ولا أغان
مامن أغنية تضيء ظلمات الأعماق
لكن الأصداء تدقّ صدر الليل
فأنام على صدري
ويكون الليل آخر المطاف
وحيدا ً رجعت وبلا صوت
تصيدني الابتسامات
وتهرب أجراسي
أعود وحدي أجمع
كلماتي المبعثرة
على الأرصفة والطرقات
وما من قصيدة تأتي
تقيم في جذور الحنين
* *
بين النور والظلمة
تركنا رؤوسنا
فوق حقول الصبّار والمرمر
مرّت شفاهنا ، ومامن كلمة تُقال
ومانبتت لنا القصائد
مامن كلمة تشعل الحرائق ..؟
تطفىء الحرائق ….؟
إلاّ وجه امرأة يغوص في أبخرة الصباح
* *
ثمة غائب ..
امرأة تتغلغل في الزوايا الخفية
في ثنايا الروح
وتعبر مضيق الأوجاع
طويلا ً رصفنا الأوهام
طويلا ً تبعنا المراكب المتعثرة
نبحث عن جناح ..
عن ريشة نمتطيها
* *
ابتعدي أيتها الأشياء
فوق هضاب الصمت
هاجرت أوجاعي
دفنت أوجاعي
أبحث عن حلم صغير
وحين يأتي المساء
نبحث عن قصائدنا
وعن دموعنا الذابلة
* *
اطوني كما تطوي أوراق الشعر
كما تطوي الفراشات ذكرياتها
نبحث عن ذاكرة الطفولة
حيث تتعرّى الأحلام
أمام أصابعي الثرثارة
أرسم وجهي … أرسم كلماتي
أنطوي فوق جراحاتي
لأفكر برائحة البحر والغابات
والأشياء المنسية
والحب معلّق بين الأشجار
يضيء كالنجوم
ومن بقايا الروح
سأحمل أوراقي ، كل أوراقي
وأحرقها
قبل أن يفاجئني الندم
وفوق أحزان المساء
ألبس الليل
لتنام الجراح على ضوء الشموع
وسيم سليمان
المزيد...