تعتبر المشافي العامة العصب الحيوي في القطاع الصحي، وملجأ شريحة واسعة من المواطنين ، كون خدماتها الطبية والرعاية فيها شبه مجانية.
ناهيك عن الجهود الواضحة التي يقدمها الكادر الطبي التمريضي فيها رغم الصعوبات التي تعترض العمل أحيانا ، في جميع الأقسام، ومنها قسم غسيل الكلية.
العروبة زارت مشفى كرم اللوز الوطني والتقت بعض المرضى فيه للحديث عن الصعوبات التي ترافق رحلة العلاج والغسيل، فأكد جميع المرضى الذين التقيناهم أن معاناتهم تكمن في نقص بعض الأدوية ،فهي غير متوفرة في مراكز غسيل الكلية، الأمر الذي يضطرهم إلى شرائها على نفقتهم الخاصة، مما يكلفهم أعباء مادية كبيرة بالإضافة إلى قدم بعض الأجهزة التي تؤثر على آلية العمل ، والتي تنعكس سلباً عليهم كمرضى.
وعلى ضوء ذلك تواصلت مراسلة العروبة مع المعنيين في هذا الموضوع لتوضيح ما تم ذكره.
نقص جزئي
سعاد إبراهيم رئيسة تمريض قسم الكلية الصناعية في مشفى كرم اللوز قالت : قسم الكلية من الأقسام الحساسة والهامة، وله خصوصية، وأضافت: يصل عدد الجلسات الشهرية إلى 650 جلسة غسيل كلية, ونستقبل مرضى الغسيل بشكل يومي على مدار الـ 24 ساعة وفق جدول منظم، والأولوية للمرضى القاطنين في الريف وذلك مراعاة لصعوبة المواصلات، بالإضافة إلى استقبال الحالات الاسعافية.
تحاليل وصور شعاعية
وأشارت أنه يتم تعقيم الأجهزة قبل كل جلسة بطريقة (الكيميائي الحراري) والتي تحتاج نصف ساعة من الوقت.
وفي نهاية جميع الجلسات يتم أيضا تعقيم الأجهزة بطريقة (كيميائي حراري)و (كيميائي) والتي تأخذ ساعة كاملة,وذلك بغية أن تعطي الأجهزة الفعالية الكاملة والفائدة المطلوبة لكل مريض.
وبينت أن أجهزة ( الفريزينوس 4008) قديمة (منذ عام 2013) ، و من المفترض أن تعمل بحدود (20) ألف ساعة ، وبذلك تكون ساعات العمل مضاعفة ، مما يؤثر على فعاليتها، وهذا يؤدي إلى انخفاض كفاءة عمل الأجهزة، وهذا ينعكس سلباً على المريض، وعدد هذه الأجهزة خمسة ، بالإضافة إلى ثلاثة جديدة نوع( بيبراون) مقدمة من منظمة الصحة العالمية منذ حوالي الشهرين، وبالتالي أصبح العدد الإجمالي 8أجهزة بالإضافة إلى جهاز قيد الصيانة ، منوهة أن عدد الأجهزة لا يتناسب مع عدد المرضى الكبير ، ولايلبي الحاجة الفعلية والمرجوة.
وأضافت: في اليوم الواحد يتراوح عدد الجلسات ما بين 24 إلى 32 جلسة، وهي لا تتوافق مع عدد الأجهزة المتوفرة. و يتم الاعتماد على الأجهزة القديمة لتلبية حاجة المرضى للحد من انتظارهم لساعات طويلة.
وأوضحت أن هناك نقصا جزئيا في أدوية غسيل الكلية منذ عام تقريبا ” داخل المشفى” ، الأمر الذي يضطر المريض لشرائها من الخارج وخصوصاً أن مريض الكلية عند خضوعه لعملية الغسيل يتعرض لآثار جانبية كثيرة مما يحتم وجود هذه الأدوية.
منوهة إلى حاجة قسم الكلية الصناعية لعمال نظافة ، نظراً لحساسية القسم وحاجته الدائمة للنظافة من أجل استمرارية العمل ضمن الشروط الصحية، وعدم انتشار الأوبئة، خاصة التهاب الكبد الوبائي.
أدوية مستوردة
مدير مشفى كرم اللوز الدكتور نزار رستم قال : المشفى بحاجة أجهزة جديدة، لأن القديم منها تجاوز عمره الزمني “عدد ساعات محددة” ، وبالتالي تتعرض للكثير من الأعطال المتكررة، وتكلفة الصيانة مرتفعة .
أما بالنسبة للنقص الجزئي في الأدوية ،(ويحتاجها المريض) بشكل دائم، وهذه الأدوية تحاول كل من مديرية الصحة ووزارة الصحة، توفيرها بشكل دائم وأحيانا لايمكن تأمينها بشكل كامل ، والسبب في ذلك أن بعض الأدوية مستوردة، و بعضها محلي الصنع و يوجد نقص فيها.
وتابع: كذلك يوجد نقص في عدد عمال النظافة، و قامت الوزارة و مديرية الصحة بطرح عقود لشركات النظافة ،ويتم العمل حالياً على متابعة الموضوع للبدء بفض العروض وفرز عمال للمشافي العامة.
إحصائيات
معاون مدير صحة حمص الدكتور محمد الرئيس قال : يبلغ عدد مرضى غسيل الكلية في المحافظة ما بين المدينة و الريف 374 مريضاً.
وعدد الأجهزة 78 جهاز غسيل كلية، من ضمنهم 21 جهازاً حديثاً ،سيتم وضع تلك الأجهزة في الخدمة قريباً في مشفى حمص الكبير,أما عدد الجلسات الشهرية فتصل إلى 2612 جلسة غسيل كلية.
بقي أن نقول:
نأمل من الجهات المعنية تذليل الصعوبات التي تواجه عمل المشافي العامة وخاصة الأقسام التي تتطلب مزيداً من الاهتمام والعناية كقسم غسيل الكلية، وتوفير الأدوية وعمال النظافة تفادياً لأية عدوى أو وباء.
رهف قمشري