عادات وتقاليد،نتوارثها ونحاول توريثها لأبنائنا،ونحاول أن نفرضها عليهم وكأنها قدر مكتوب،لا ننكر أن هناك منها ما هو إيجابي أو مفيد، ومنها ما هو مجرد تقليد ليس إلا.
على سبيل المثال لا الحصر،إطلاق الرصاص للتعبير عن حالة ما،عند الوفاة يعلن عنها بإطلاق عدة طلقات دراكاً وليس رشاً،ومن هذه الطريقة يعلم الناس ماذا تعني ويسعون باتجاه مصدر الطلقات للمشاركة،وعلى الرغم من أن الجوامع ووسائل التواصل،أخذت هذا الدور،إلا إنها مازالت مستمرة وإن كانت على نطاق أضيق من ذي قبل.
في الأفراح،الأعراس،نجاح الطلاب في الشهادات على اختلافها،وتخرج طلاب الجامعات،وهناك من يفعلها عند ترفع ابنه أو حتى ابن جيرانه في دراسته الجامعية،وربما من يشعر بالنشوة فيكمل نشوته بإفراغ مخزن في الهواء.
منذ عدة سنوات ،وخلال مباريات منتخبنا الوطني في تصفيات كأس العالم،هناك من أطلق الرصاص ابتهاجا بالفوز بما هو أكثر من البندقية, رشاش أو ربما أكثر مع أنه لا يعرف شيئاً عن كرة القدم والمنتخب،قد يكون لأول مرة يشاهد مباراة ولو لم يقولوا له من الفريقين المتباريين ما كان ليعلم.
إنها مجرد طقوس خاوية لا تحمل أية صفة غير ذلك,والخطر فيها أن من يمارسها لا يحسب حساباً للنتائج التي يمكن أن تصاحب هذا الرصاص الطائش،الجميع يعلم ماذا تعني الطلقة،هي مقذوف يخرج من فوهة آلة الإطلاق، و حشوة،المقذوف الذي يخرج في الجو لابد أن يسقط باتجاه الأسفل،و هنا يمكن الخطر،هناك من تأتيه هذه الطائشة التي يمكن أن تسبب له الأذية،هناك من قضى نحبه في لحظة تواجده في مكان معين،قد يكون في الشارع,أو أي مكان آخر،قد يكون في داره أو على سطح منزله وفي النهاية سوف تقيد ضد مجهول.
لاشك هي ثقافة طيش وعدم إحساس بالمسؤولية،لأن نتائجها خطيرة تزهق أرواحاً لا ذنب لها ولا علم،وفي مواجهة ذلك لا بديل عن التشدد في العقوبات بحق من يقومون بمثل هذه الأفعال،ومصادرة الآلة التي تسببت في الأذية للآخرين،وكما يقال: إذا لم تحسب النتائج للأعمال قبل القيام بها فلا أحد يستطيع توقع النتيجة.
عادل الأحمد