تسع وأربعون قصيدة ضمتها المجموعة الشعرية ( حديث الأنسام ) للشاعر الدكتور عيسى أسعد.
والدكتور عيسى أسعد ، طبيب متخصص بأمراض القلب وجراحته .. وهو شاعر له عدة مجموعات شعرية اغلب قصائد هذه المجموعة وجدانية ، لكنها لاتخلو من نفحات وطنية ، حيث تتماهى الفكرة الوطنية مع فكرة الحب .. وأول عشق للإنسان هو أهله وموطنه .
في قصيدته التي حملت المجموعة عنوانها ( حديث الانسام ) ينتظر البشرى من الأنسام الجميلة أي الهواء العليل الهادىء الذي يخبره عن شهرزاد وعن قيس وليلى وأخبار السلف من العشاق ..
وتخرج الأنسام بحكم ومواعظ للعشاق .. نقرأ :
حدثتني عن هوى قيس وليلى
عن جنون العشق والذات الحزينة
حين كان الجهل دلال القبيلة
والهوى يقتات من أضحى قتيله
وتندت أعين الأنسام لما حدثتني
عن مصير الأخيلية
حين فر الطير .. من حضن السكينة
واستعاد القلب ..في تيه صهيله
وكما في قصائد الغزل ثمة شوق ولوعة للحبيب البعيد ، الذي أضحى بعده عذاباً وجرحاً .. لن يندمل إلا بلقياه .. فهل يتم اللقاء أم هو حلم ليس أكثر ؟! نقرأ من قصيدة ( وعاد الشوق ) :
/وعاد الشوق في عرس لذاكرتي
يسافر ضمن أوردتي
يفتش بين أزمنتي
وهل يلقاه إلاك .. وجرح ملء باصرتي
أخمده بذكراك
فهل قد عز ملقاك .. وقبض الريح أمنيتي /.
واللافت في المجموعة تلك القصائد التي يهديها الشاعر لابنته فترد عليها .. ويصوغ الشاعر ردها شعراً وهي قصائد فيها نفحات تربوية وإرشادات من أب حنون لابنة ذكية مثقفة . يقول لها في رسالة إلى ابنتي :
الحب يابنيتي من لبنة الضمير
كلاهما كتوءم الشمس والنهار
وقلبنا أيقونة لاتقبل انشطار
ووردة بطهرها تعطر الديار
وترد الابنة على أبيها بأن التربية الفضلى على يديه زوادتها في الحياة وفي الحب . نقرأ من قصيدة ( عفواً أبي ) :
أنت الذي علمتني ..أني ولدت مخيرة
ومن المهانة أن أكون مسيرة
وأنا لفضلك شاكرة
الدكتور الشاعر عيسى أسعد يبوح في قصائده بوحاً شفيفاً جميلاً . القصائد تتنوع بين التفعيلة والعمود . ويشارك الشاعر في الكثير من الأمسيات والمهرجانات الشعرية منذ سنين عديدة .
المزيد...