ظروف معيشية صعبة يعيشها المواطن السوري جراء الحرب التي استمرت لأكثر من ثماني سنوات وأرخت بظلالها على كافة مفاصل الحياة وزاد الطين بلة نقص الخدمات وخاصة فيما يتعلق بالبنى التحتية للكثير من قرى الريف , ومنها قرية النزهة والتي ليس لها من اسمها نصيب ..؟!
زارت العروبة القرية والتقت عددا ً من الأهالي الذين عبروا عن استيائهم من قلة الخدمات وعدم تجاوب الجهات المعنية بالرغم من كثرة مطالباتهم دون جدوى ..!
القرية عطشى
يذكر المختار سابور المعلم أن البئر الموجود في القرية جاف ، حتى الآبار المنزلية جافة أيضا .. لذلك يضطر الأهالي بشكل دائم لشراء مياه الشرب عبر صهاريج , ويكلفهم كل برميل مياه 1200 ل.س , ويقول أحد المواطنين «كمال السالم «: أنه تم مخاطبة الجهة ذات العلاقة بهذا الخصوص وكانت المعالجة جزئية ولم تأت بالنتائج المرجوة فقد تم جر خط مياه من قرية الحربية والتي تبعد 8 كم عن قرية النزهة مرورا ً بالعاليات التي بدورها تبعد عن القرية 3 كم لاسيما أن النزهة كانت تروى من خزان العاليات …
أشار رئيس الجمعية الفلاحية غسان شعبان إلى أنه تم حفر بئر ماء ثان في قرية الديبة وهي تبعد عن قريتهم 2 كم .. حبذا لو يتم استثمار هذا البئر وإرواء قرية النزهة منه .. كونها تفتقر لمياه الشرب ..
سوء في التنفيذ ..
زودت القرية بشبكة صرف صحي منذ عام 1999,وأصبحت قديمة وتحتاج للصيانة إذ لم يطرأ عليها أية أعمال صيانة أو استبدال منذ أن تم مدها , وتصب نهاية الشبكة غربي القرية في حفرة مكشوفة ، الأمر الذي جعلها مصدرا ً لانتشار الروائح الكريهة والحشرات القارصة والأمراض , خاصة مع تسرب مياه الصرف الصحي الآسنة إلى الأراضي والمزروعات وقد سبق وأن حصلت عدة حالات مرضية للمواطنين جراء ذلك .
وذكر بعض الأهالي بأن المزروعات تروى خلسة بمياه الصرف الصحي وقد تم مخاطبة الجهات المعنية بهذا الخصوص .. وتمنوا معالجة هذا الواقع البيئي السيئ حرصا على صحة القاطنين في القرية ..
ونوهوا أنه في أغلب الأوقات تنطلق روائح المياه الآسنة بقوة لدرجة لا يمكن تحملها ناهيك عن خطرها على صحتهم وهذا الوضع «صيفا – شتاء ًفي قرية يفترض بهوائها أن يكون عليلا ً وصحياً ولكن للأسف ..؟!
الغاز غير متوفر
يوجد معتمدان اثنان بالقرية لتأمين وتوزيع اسطوانات الغاز .. ولكن الأهالي أكدوا أنه ومنذ حوالي الشهرين لم يزودوا بالمادة , ومازالوا بالانتظار وعلى الوعد يا كمون !؟
الحاجة ماسة
يعاني أهالي النزهة الذين يعملون بالزراعة من نقص مادة المازوت المخصصة للآليات الزراعية , مما يسبب التأخر في إتمام أعمال «الحراثة – الفلاحة .. وغيرها « الأمر الذي يؤثر على إنتاج المحاصيل وتسويقها لاحقا .. وتمنوا زيادة مخصصاتهم من المادة.
أما مازوت التدفئة فيذكر المختار أنه تم العام الماضي توزيع دفعتين للأهالي كل دفعة 100 ليتر للتدفئة و50 ليتر للآليات الزراعية بحضور اللجنة التي تضم أمين الفرقة الحزبية والمختار ورئيس الجمعية الفلاحية وعضو المجلس البلدي .. والقرية تتبع لبلدية النزهة كما نوه أحد أصحاب محطات الوقود التي تزود قرى المنطقة بالمازوت , إلى أنه لم يتم تزويد المحطة بالمازوت رغم وجود 2000 بطاقة عائلية لم يستلم أصحابها مخصصاتهم من المادة بعد ..
يوم واحد
يوجد جرار زراعي لبلدية النزهة يقوم بجمع وترحيل القمامة إلى مطمر الفرقلس والذي يبعد عن القرية حوالي 45 كم وقد خصص يوم واحد لترحيل القمامة من القرية , كما يتم تخديم القرى التابعة لبلدية النزهة وهي المظهرية – الأعور – العاليات – الحربية والنزهة أيضا ً والخدمة مقبولة .
نقص مخصصات
لا يوجد مخبز في النزهة ويتم استجرار المادة من مخبز الشعيرات ويشكو الأهالي من سوء تصنيع رغيف الخبز «عدم نضجه وتعرضه السريع للجفاف» وبالتالي تكسره إضافة إلى وجود آثار لمادة الزيت على وجه الرغيف الأسفل , إضافة إلى نقص وزنه الواضح جدا ً .. وأشاروا إلى أن وزن ربطة الخبز لا يصل إلى كيلو غرام واحد , وهم بحاجة لزيادة المخصصات من المادة بحوالي 100 ربطة لتكفي حاجة القاطنين في القرية ,إذ أن الحاجة الفعلية 660 ربطة خبز ولا يخصص لهم سوى 550 ربطة , وتمنوا على الجهات المعنية النظر في هذا المطلب خاصة مع وجود الكثير من العائلات الوافدة « المهجرة» إلى القرية وبعضهما أصبحت من سكانها ولا تنوي العودة إلى منازلها في تلك المناطق ..
واقع سيئ
أشار المختار إلى وجود ابتدائية واحدة في القرية , ومدرستين إعدادية وثانوية ، وتمت صيانة المدرسة الابتدائية من قبل منظمة اليونيسيف ولكنها اقتصرت فقط على الباحة والجدران الخارجية للمدرسة ,متجاهلين الحاجة الفعلية لإصلاح القاعات الصفية والمقاعد والستائر , ومعاناة الأطفال من حرارة الشمس صيفا , أما السلالم ( الدرج ) في المدرسة فهي مكسرة وواقعها سيئ جداً وقد صدف وأن حدثت عدة حالات سقوط للأطفال وأذيات واضحة جراء ذلك , ويبلغ عدد الأطفال في المرحلة الابتدائية 200 طالب وطالبة ومعظم الكوادر التدريسية في المدارس الثلاثة من خارج الملاك .. وهذا بدوره أثر بشكل ملحوظ على مستوى التعليم.. .
المعاناة كبيرة
فيما يخص النقل من وإلى المدينة يعاني سكان النزهة من عدم وجود وسائط نقل كافية .. إذ يوجد سرفيس واحد فقط كما أن الأجرة على مزاج مالك السرفيس , الذي يفرض التسعيرة على الراكب وتبلغ 250 ل.س وأحيانا أكثر في حين أن التسعيرة النظامية 200 ل.س , يتمنى الأهالي تسيير باص نقل داخلي لنقل الموظفين والطلاب على الأقل كون حاجتهم يومية وضرورية أسوة بتجربة بعض القرى .
المشروع متوقف !
تم إعداد مشروع طريق زراعي يربط قريتي النزهة والرقامة قبل الحرب ولكنه اليوم متوقف .. كما أنه لا يوجد طرق زراعية معبدة وهي ترابية ووعرة جداً..
أما بالنسبة لشوارع القرية , فيوجد بعض الطرق المعبدة وواقعها مقبول .
الواقع الصحي مقبول
يوجد مركز صحي بواقع طبيبين اثنين وكادر تمريضي ويقدم خدمات اللقاحات والإسعافات الأولية ولا يوجد مخبر فيه, كما يوجد في القرية صيدليتان إضافة إلى مركز طبي تخصصي « خاص « ..
التيار الكهربائي ضعيف
تم تزويد القرية بالتيار الكهربائي منذ ثمانينات القرن الماضي وقد تمت عملية استبدال جزئي للشبكة ويوجد محولات , لكنها قديمة ذات استطاعات محدودة خاصة في الحي الشمالي من القرية والتيار الكهربائي ضعيف بطاقة 130 فولط فقط وهذا الأمر أدى إلى حصول أعطال للأدوات المنزلية .
وأكد المختار أنه تم تشييد عدة غرف خاصة بالمحولات الكهربائية منذ عام 2008 على أمل تزويد القرية بها لكن للأسف وحتى اليوم ونحن بانتظارها ؟.. كذلك الأمر بالنسبة للكابلات فهي قديمة جداً وبحاجة لإعادة تأهيل ولا يوجد استجرار عشوائي للشبكة .
المقسم بحاجة لتوسع !
تتبع القرية لمركز هاتف المحطة وهو بحاجة للتوسع , كما يحتاج الأهالي لتزويد الخطوط ببوابات انترنت .
متفرقات
يذكر أن أهل القرية وتحت اسم العمل الشعبي قاموا بمبادرة لإحداث مكتب النافذة الواحدة منذ عامين ونصف تقريباً لتوفير الوقت والجهد والمال على المواطن فيما يتعلق بتسديد فواتير المياه والهاتف والكهرباء ولكن حتى اليوم لم تستثمر .. نتمنى مساعدتنا في هذه المسالة ! كما ساهم الأهالي ببناء المركز الصحي والإرشادية الزراعية والمدارس كعمل شعبي .
تحقيق وتصوير: نبيلة إبراهيم