تحية الصباح….تساؤلات

ما الذي يجعل عينين خارجيتين من خضرة اللوز تسرقانك من زحام الحياة فإذا أيامك غير الأيام وإذا كلامك غير الكلام؟!
عينان كملايين العيون تخرجانك من رتابة الحياة ، تحملانك على أجنحة الدهشة والتخمين والآتي الذي ينتظر ولا ينتظر ، أية لحظة كشف تلك التي تغرقانك فيها فتحس أن المياه تتفجر من قلب الحجر الصم وان القمر قد غدا ملايين الأقمار ؟!
عينان كملايين العيون تخلقان الفوضى في كيانك فتختلط الكريات وتتشابك الأعصاب ويغدو الشرق غرباً والشمال جنوباً فيسافر الضوء إليك ، وتتحول الألوان جميعها الى خضرة وبياض وتفيض أنهارك بالحب والشعر والموسيقا ، فأي سحر في عينين خارجتين من خضرة اللوز ؟ سؤال يبقى يلهث خلف جوابه ، وجوابه في المطلق البعيد
أي دفء يبعثه الصديق في نفسك ؟! وأية طمأنينة تسري في كيانك عندما تلتقيه ؟!
أنت لاتذكر كيف نسجت الصداقة خيوطها الحريرية أول مرة ، هل كان اللقاء الأول مصادفة ، محض مصادفة أو هناك قوة خفية رتبت اللقاء ؟!
ليس مهماً ، المهم أنه أصبح جزءاً من حياتك وأصبحت جزءاً من حياته .
لقاءات تتجدد فتجدد الحياة ، ويظل السؤال يسكنك : هل للحياة طعم بلا صداقات ، صداقات حقيقية ، بريئة كضحكة الأطفال ، نقية كقطرات ندى الصباح على وردة بيضاء ، الله ما أحلى لقاء الصديق ! وماأطيب وقعه في الروح !! يهاتفك : غداً على الساعة التاسعة نلتقي ، تغدو الساعات المقبلة ساعات ترقّب للحضور البهي ، وساعات انتظار للجمال الذي يداعب أعماقك كمداعبة الضياء فراشات الصباح الملونة ، وفي الموعد المحدد يرحب المكان فيتعطر هواؤه ويصبح الكلام مخملاً من حب ووداد ، ويحضر الإنسان بطقوسه الجميلة ، ويحضر الوطن بمكانته السامية ، فتغيب الأشواك ولا يبقى إلا الفل والقرنفل والياسمين ، مما يجعلك وأنت في قلب اللقاء تتشوق وتتطلع إلى اللقاء الآخر ثمة أصدقاء رحلوا ، تساقطوا كأوراق أيلول الصفراء فحملتهم الرياح إلى حيث لا أدري ، ولكن الزمان يعجز عن تمزيق صفحاتهم في كتاب الروح وهم يشكلون نصف هذا الكتاب على الأقل .
في الصفحة الأولى أصدقاء طفولة لعبت معهم على بيادر الضيعة وسبحت في سواقيها واصطدت أسماكها وقبراتها
في الصفحة الثانية أصدقاء شباب ودراسة ورياضة ومراهقة وفي الصفحة الثالثة والرابعة والخامسة أصدقاء جامعة وأصدقاء خدمة العلم وأصدقاء السبورة والطبشورة ، وفي الصفحة التي نسيت رقمها او ظلت دون ترقيم أصدقاء الأدب أصدقاء الحرف ، أصدقاء الحياة بأرحب معانيها ، هنا قصيدة تحلق بك بعيداً وأنت في حضرة ماء الشاعر ممدوح السكاف ، وهناك قصة قصيرة تصدمك صدمة فنية محببة وأنت مع رسام البحر دريد يحيى الخواجة وهنالك مسرحية مازالت تجلسك في القاعة تتابع أحداثها وشخصياتها مع مؤلفها ومخرجها فرحان بلبل وكأن الزمان توقف منذ خمسين عاماً .
ألست معي أن الصداقة تعطي الحياة الكثير الكثير من معانيها !!

د. غسان لافي طعمة

المزيد...
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر قانوناً يشدد الغرامات والعقوبات على كل أفعال التخريب أو سوء استخدام شبكة الاتصالات... مؤسسة وثيقة وطن تشارك في أسبوع التأريخ الشفوي العاشر بالصين "عين الخضراء" بريف حمص الشرقي بلا كهرباء منذ عدة أيام نتيجة عطل المحولة مهام متعددة  يقوم بها الدفاع المدني بحمص  رغم الإمكانيات متواضعة ..  تفعيل عمل نقاط الإنذار المبكر ... إعادة فتح الموانئ التجارية في اللاذقية وطرطوس واستمرار إغلاق موانئ البسيط والصيد والنزهة باللاذقية أمسية شعرية في مهرجان الميماس الأدبي....  العريضة بريف حمص الغربي الأغزر مطرا . في احتفالية أيام الثقافة السورية .. محاضرة في  ثقافي حمص بعنوان : "الوطن في  الأدب العربي قديمه وحدي... في ختام ورشة “واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة”.. الجلالي: الحكومة تسعى لتنظيم هذه... سورية: النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الج...