كنت أتتبع وجه ذلك المربي العجوز و هو يعلن عن خسارات متتالية لحقت بقطيعه نتيجة نفوق الكثير منها و التي كانت تدر عليه سابقاً دخلاً مقبولاً أعانته خلال مسيرة حياته الطويلة الشاقة .
لكنه اليوم و مع فقدانه هو و الكثير من المربين لعدد من مواشيهم و أبقارهم كان لهم وجع حكايات مع القروض لشراء قطيع جديد و التي زادت في صعوبة حياتهم.
جل هؤلاء المربين يعزون سبب نفوق مواشيهم إلى اللقاحات المهربة التي تقدم إلى مواشيهم و أبقارهم لينتج عن ذلك حليب مدمى و ممتلئ قيحاً و غيره لذلك فهو غير صالح للاستهلاك البشري خاصة مع ظهور حبوب قاسية الملمس و انتفاخات تحت الجلد تؤدي بعد فترة قصيرة من المعاناة و المرض إلى نفوق الدابة إذ ربما تكون الأدوية المستخدمة في تلقيح المواشي مهربة من مصادر غير آمنة و بالتالي فإنها غير خاضعة للرقابة الدوائية .
و ما يهمنا قوله أنه لم يعد بمقدور المربي تجديد قطيعه و الذي حلقت أسعاره عالياً لتجعل حياة المربي في حالة مد و جزر بين ضيق ذات اليد و الأحلام باقتناء مواش جديدة ..فباتت تربية الأبقار و المواشي قليلة ،كل هذا كان له بالغ الأثر في ارتفاع أسعار الحليب و مشتقاته و ما ينتج عنه من غش و تلاعب بالمواصفات نتيجة ندرة الإنتاج فيبقى الأمل بتقديم مساعدات عينية للمربي عن طريق صندوق الكوارث بدل اللهاث خلف القروض التي تقصم الظهر بالإضافة إلى وجوب تشديد الرقابة على الأدوية و على دخلاء مهنة الطب البيطري حتى يتم حصر الكارثة و تطويقها بكل السبل كي يعود المربي إلى مهنته الأساسية و التي تعد المحرك الرئيس لحياة المربين و المستهلكين معاً والمنشغلين دائماً بمراقبة الأسعار و الوضع بشكل عام …
عفاف حلاس