أهي عين لئيمة لثمت روحك وعبثت بجمالك يا وطني ..
عشرات وعشرات السنين أعدمت قسراً في ريعان عطاء..
وسواء أكانت عيناً شريرة أو يداً آثمة أو جهل جاهل فهذا غير مبرر وجريمة بحق عرق جباه عاشت سنين ترعى أشجاراً تجذرت في أرض أقل ما يقال فيها أنها أرض خلود لأنها سقيت بدماء ما نضبت بركتها على مرّ عصور ..
غابات .. باتت متنفسا لجميع الناس لم يرحمها لهيب سرق جهداً وذكريات لطالما طبعت في أذهاننا لوحات خضراء جميلة لا يصفها قلم مهما طال مداده..
أناس كانوا ينتظرون قطاف تعبهم وسط ظروف صعبة ..
صبر أيام أخذته نار لا ترحم غصناَ ولا حجراَ ولا وجد فلاح ..
وهناك رقد سنديان عمره مئات الأفراح والأتراح وفصول حكايات وسوالف على مر أجيال ..
رئة سورية الممتدة على شريط أخضر باتت على موعد مع حفلة شواء سنوية مقيتة ..
عيون ملأتها دموع لكل شجرة طالها الألم والوجع الذي غرس في القلوب تاركاَ جرحاَ سيطول وقت شفائه ..
صبراً وطني
فهنا زرعت أول غرسة زيتون في التاريخ لتروي كل زيتونة قصة عن أناس قدموا زهرة شبابهم ليستمر الزيتون بالاخضرار ..
هوّن عليك يا وطن
فما دمر سيعمر وما حرق سيورق من جديد بالحب والعمل والعطاء …
فلايزال هناك أناس طيبون هاهنا لا يبتعد عنهم الأمل ولا ينحرف عنهم قيد صبر فهو مغروس في أفئدتهم التي ترنو دائماً إلى الغد .. والشمس التي أهدتنا نورها ودفأها على مدى الأزمان لا يمكن أن يخبو ألقها عليك ياوطن ..
لا بأس فأرضك لم تكن ولن تكون عاقراَ يوماً ستلد وتلد حتى آخر الزمان
أم رؤوم لن تخذل عرق فلذات كبدها .. لترتل طوبى لجنود على جبهات القتال وطوبى لجنود أطفؤوا لهيب نار آثمة وقدموا زملاء باتوا شهداء على مذبح الوطن..
بورك جهد كل فلاح وخفير ورجل اطفاء ممن جهدتم ساعات وساعات وكان الرهان على صبركم وعملكم الذي أنجزتموه على أكمل وجه في أماكن وعرة ..
على أمل أن توجد الحلول الدائمة لمثل هذه الحالات في أماكن الغابات والبساتين الخيرة وتوفر الامكانيات والآليات الأحدث لمكافحة هذه الحرائق التي نتمنى أن تذهب لغير رجعة.
سلامتك ..يا وطن ..دمت دائم الخضرة.
نادين أحمد