تنبسط الحياة فساحة في أمور كثيرة ، وتعطي انفراجات في جنبات عدة ، فعلى مدارج تضاريسها اتساع صحارى وامتداد آفاق على أجنحة سراب ، يرسم عوالم من تأملات في فضاءات المدى ، ولواعج الرؤى ، ومسارب الشرود ، حيث قناديل أحلام في مرامي تطلعات أو حوامل من طفرات تائهة في أروقة عبرات ، هي صدى لوافر نظرات في دنيا تتسع واقعاً في مسالكها دروباً ،وبراريها مساحات , لكن تراها في حذاقة الإدراك شدو قليل في شح ماتصبو إليه ، لا لتعثر قي قدرات ، ربما، وإنما لزحام صروف ، وتداخل علاقات ، وتشابك مصالح ، وبريق عزة نفس في وقع أصيل من طبع أمام دلع مهارة تكسّب في استجداء ،أو مجافاة طبع في مقاربة أي حال.
أجل ! تتسع البسيطة قرية كونية ، ومجتمعاً إلكترونياً ، لكن سرعان ماتجد مرتسماتها تخوماً بلداناً وأوطاناً ومنظومات من قيم وتقاليد وأعراف ونواميس ، وتصورات ورؤى فتراها في جغرافية الفهم وعياً في تشاطرها حاضرةً في عمرانيتها تتجذر في معطيات من ثوابت تحددها علامات فارقة في توكيد سمات تتنوع في أوصافها أسماء وعناوين ومفهومات ومصطلحات ولهجات ولغات ، لتكون هي «الصّوى».
لكن يبقى التراب أديما ً وحبيبات الماء جزيئات من صفائح بلورية لكأنها حبات الندى مشرقةً في حنايا الحياة , ويبقى الإنسان جوهر الحياة فيغدو في أصالته «الصّوى» ورجع الصدى في تراث كل حرف ومنتج كل ساعد ، وعبقرية كل ذهنية منفتحة تتهجد في محراب الروح نبالة مضمون خيّر لوعي الإنسان …الرسالة والمحبة والخير والتسامح ودلالة البناء في مشروعية الريادة تجاوزاً لكل تعثر جراء فقر أو فتور في وعي ،أو تلكؤ جراء عثرات في سلوك ، أو زلات في لسان .
إنها الصّوى دلالات أمارات وجوه تتباين في إطلالاتها لكن تتفق في ثوابت مؤشرات أماراتها فيقرؤها الجميع إشارات وشارات وكم كثر الكثير بها زمن الشفاهية لغة تعبيرية ، كما الحال في أمارات الوجه ورسوم جدران الكهوف .
أجل! الكلمة هي الخلية الأولى التي تحمل سر الحياة في التعبير , وهي أساس صرح لكل بناء معرفي , ومستودع مخزون التفكير عبر الألفاظ كلمات .التي تغدو صوى علامات سيمائية في الدلالات الألسنية .
لكن تتغير الكلمات مثل ماتتغير مداميك لبنات في جدار ,إذ يبقى الثابت أعمدة مثل ما تبقى علامات الترقيم صوى مهما تغيرت الكلمات على مطالع السطور ومتونها .
هكذا هي «الصّوى» قرائن لفظية في توكيد صواب لإعراب كلمة براعة فهم للقواعد اللغوية توظيفاً وللمعنى معاينة ونباهة تأويل فيغدو الإعراب في خدمة المعنى فيصير الفهم «صوى» .
وكذلك في صرح الزمان يكون أوقات ومواقيت وفصولاً وتتالي أزمان لتوشي حيثيات صوى تحدد مفردات الزمان بما يخدم الإنسان والذاكرة وغنى الحياة وتراث ساحات في وغى لأيام العرب الخالدات في شهامة كل انتصار وسعادة كل فرح في أدواح منجزات تقولها واحات مزركشة بكل عطاء فتغدو»الصّوى».
وعلى شفيف الوجد في نفحات براعم الذكرى وتجليات البوح في أناقة كل حضور وكياسة كل موقف متجذر في مهاد الصدق الطالع أغصانا أماليد تشدو بيانعات ثمر , وهي تمد ألقها صوب آفاق لها المدى كل طيف ,مداه مابين جفن واغتماض منسرباً في أعطاف الروح ودنيا من أضمومات حروف لها الأسطر كل مدى فيغدو الجمال كياسة صدق وتكون «الصّوى».
نزار بدور