وأخيراً نسأل :هل اقتنع من دعم الإرهاب وموّله وغذّاه وحقنه بأحقاده الدفينة ودربه في معسكرات الإجرام ،وأفلته من عقاله في الأرض السورية ليخرّب ويدمر حضارة عمرها آلاف السنين ،يقتل الناس ،ويسبي النساء ويرتكب أبشع المجازر بحق أبناء هذا البلد الطيبين …؟
هل اقتنع هؤلاء بأن سورية كانت وما زالت عصية على كل المؤامرات وقادرة على الصمود والتحدي والتصدي لأنها كانت دوماً على حق ،فما حمله السوريون في قلوبهم من حزن ،وما صبروه على أفعال ومكائد تشيب لها الولدان لم يزدهم إلا تصميماً على محاربة الإرهاب الذي حذرت منه سورية ومن عواقبه الوخيمة ،فتضافرت الجهود كلها لمحاربته وتجفيف منابعه لأن امتداداته ستطال الجميع وستصل ناره إلى من ربوه في دول عربية أو غربية كانت شريكة في سفك الدم السوري ،فهذا كله كان دليلاً على عمق الرؤية السورية والاستراتيجية التي تتمتع بها والمقدرة على قراءة المستقبل بكل أبعاده وجوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية …
فهؤلاء الإرهابيون الذين أطلقهم الغرب من السجون ليضربوا عصفورين بحجر واحد –التخلص منهم أولاً ،وضرب سورية المقاومة ثانياً سيكونون وبالاً على من صدرهم إلينا فمن لم يمت على أرض سورية سيعود إلى بلده عاجلاً أم آجلاً وسيمارس إجرامه كما كان يمارسه على الأرض السورية لأن الشر الذي حقن به حتى انتفخت أوداجه سيظل يدفعه نحو طريق الجريمة .
لذلك باتت محاربة هؤلاء المجرمين الحثالة والتخلص منهم ضرورة ملحة ..فالجهود بذلت وما زالت تبذل للقضاء على داعش وممارساتها الإرهابية قولاً وفعلاً ..
الجميع بات مقتنعاً بأن محور المقاومة لا يمكن أن يزيح قيد أنملة عن مبادئه الصادقة ،وتوجهاته الصحيحة وأهدافه النبيلة ،وأفعاله الإنسانية السامية ،لذلك فإن الحلول السياسية رافقها العمل العسكري في الميدان لأنهما الطريق للوصول إلى خلاص صحيح لأزمة وصل عمرها إلى ثماني أعوام ..
وما يثلج صدور السوريين أنه قد تكللت تلك المبادرات بالنجاح وأن الناس عادوا للحياة التي كانوا يعيشونها في أمن وأمان ،وأن الإرهاب يطرد من أراضينا ،فبدأنا بمرحلة جديدة هي بناء سورية وقد عادت البسمة إلى جميع الشفاه المبللة بالحنين …
عفاف حلاس