الإسماعيل في «شاعرات من حمص» : أغلب «الشواعر» يكتبن قصيدة النثر وقلة يكتبن نصاً نثرياً جيداً و تفتقد الساحة الثقافية لنقد تطبيقي يقيّم ويقوّم
أثارت محاضرة الأديب عيسى إسماعيل المعنونة ب» شاعرات من حمص « أسئلة كثيرة لدى جمهور قاعة سامي الدروبي حيث بين المحاضر أن حركة أدبية نشطة تشهدها مدينة حمص التي قدمت أسماء كثيرة وكبيرة للمشهد الثقافي السوري والعربي ,مبيناً أن حضور المرأة الأديبة في المشهد الثقافي الأدبي في حمص يضاهي حضور الأدباء الذكور ففي عام 2019صدرت ست مجموعات شعرية لست شاعرات بينما صدرت أربع مجموعات شعرية لأربعة شعراء ,حيث بدأت أسماء الأديبات تظهر في حمص من خلال المهرجانات و الأمسيات الثقافية كما كان لجريدة العروبة ومنابر الثقافة واتحاد شبيبة الثورة دور في تسليط الضوء على نتاجات الشاعرات الحمصيات وقد وصل اليوم عدد الشاعرات اللواتي نشرن نتاجهن في كتب إلى تسع عشرة شاعرة أصدرن أكثر من أربعين مجموعة شعرية ,كما وصل عدد اللواتي كتبن القصة القصيرة والرواية إحدى وعشرين أديبة نشرن حوالي ثمانية وأربعين كتاباً قصصياً ورواية وهذا إحصاء يشمل الخمسين سنة الماضية.
أغلبهن يكتبن قصيدة النثـر
بعد ذلك تحدث المحاضر عن مجموعة من شاعرات حمص بذكر المجموعات الشعرية لهن والأسلوب الشعري الذي يتبعنه في كتابة القصيدة و بعض الملامح العامة في نتاجاتهن الشعرية ومنهن :اميمة ابراهيم ,عفاف الخليل وخديجة بدور وخديجة الحسن وريما خضر والدكتورة سحاب شاهين وميمونة العلي ورحاب رمضان ولينا جنيات والدكتورة مادلين الطنوس وميسون جنيات و مريم مصطفى ونداء الحسين وهناء يزبك وهيام العبدو وهيام الأحمد وهند سطايحي وغيرهن وبين الإسماعيل أن اثنتين فقط من الشاعرات تحملان عضوية اتحاد الكتاب العرب جمعية الشعر .ولفت المحاضر إلى أن قلة من الشاعرات يكتبن القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة وأغلبهن يكتبن قصيدة النثر والمعروف أن هذه القصيدة تتطلب دراية ومراناً وتمكنا من اللغة لأنها تعتمد على التكثيف اللغوي والثقافة الواسعة والصور المبتكرة المدهشة وأضاف : من هنا عليّ القول إن أكثر الشاعرات لم يوفقن في الإبحار في عالم قصيدة النثر ولا يزلن في بداية الطريق وعد اللواتي استطعن تقديم قصيدة نثرجيدة لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة ,ورأى أن ظهور النوادي والمنتديات الثقافية يعتبر ظاهرة إيجابية لأنها المنبر المفتوح للشاعرات وللشعراء الهواة يتيح للجميع التعبير عما يعتمل النفس من مشاعر رغم أن بعض ما يقدم في تلك النوادي لا يرتقي لمستوى الشعر أبداً, ولكن هذا لا يحجب عن أعيننا ضرورة وأهمية هذه النوادي في تنمية الذائقة الفنية والأدبية رغم افتقار تلك النوادي لناقد يقوّم ويقيّم النتاجات التي تلقى على المنابر .ورأى الأديب إسماعيل أن بعض الشاعرات الحمصيات استطعن بجهود شخصية تخطي حدود المحافظة والمشاركة في مهرجانات شعرية خارج سورية أحيانا وهذا أمر له أهميته علما أن الإحصائية التي اعتمدها الأديب عيسى إسماعيل لم تشمل الشاعرات اللواتي يقطن في الريف وذلك لقلة ظهورهن على المنابر الثقافية ورأى أن الحركة الثقافية في حمص تفتقد وبشدة للنقاد فلا يوجد سوى ناقدان يكتبان النقد حول المجموعات التي تصدر حديثا وهما الأديب سامر أنور الشمالي والأديب محمد الرستم وطالب بضرورة وجود نقد يواكب النشاط الثقافي .
نقاشات ساخنة
نقاشات كثيرة جرت عقب المحاضرة طالبت جميعها بفرز الغث من السمين وضرورة تسمية الأشياء بمسمياتها فليست كل من تطبع كتابا يضم نصوصا نثرية وكتبت على الغلاف كلمة شعر صار اسمها شاعرة على مبدأ( ليس كل من يصف الصواني صار اسمه حلواني ) كما طالبت بعض المداخلات بعدم إطلاق لقب شاعرة على كل من تشارك في المنتديات الثقافية .وهذا من منطلق الغيرية على الشعر الحقيقي الذي تراجع كثيرا في ظل سيطرة أنصاف المواهب وغياب معايير نقدية واضحة لمفهوم الشعر خاصة مع تجانس الفنون الكتابية وتمازجها علماً أن الماغوط كان شاعرا وهو لم يكتب بيتاً موزوناً واحداً وهذا لم يؤثر في سويته الفنية ، كما ورد تساؤل مهم عن أسباب عدم وجود سوى اثنتين فقط من الشاعرات في عضوية جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب رغم تحقيقهن للشروط المنصوص عنها في طلب العضوية من طباعة مجموعتين شعريتين .
رأي
كلمة شاعرة تجمع على شواعر وليس شاعرات والتعليل في ذلك كما يقول اللغويون أن الجمع المذكر من مفردة شاعر هي شعراء والجمع المؤنث هي شواعر ولا يقال شاعرات والسبب :»لان معنى شاعرات لا يسعفها بمعادلة دلالية لكلمة شعراء والجمع المؤنث شاعرات يقابل الجمع المذكر شاعرون أي اسم الفاعلات والفاعلين من فعل (شعر أي احسّ) بصراحة أُورد هذه المعلومة لأنني لا أريد لأحد أن يتصيد في الماء العكر خاصة وأن هناك من يقول: (الفتوى في الفقه ولا الفتوى في اللغة ) ولكني أرى التعليل في سبب جمع كلمة شاعرة على شواعر هو منطلق لغوي ذكوري بحت أترك القول فيه للحوار والنقاش لأهل الإنصاف ومن هنا تركت كلمة شاعرات كما وردت في المحاضرة .
ميمونة العلي