تحية الصباح .. نفحات إنسانية

صوب سحيق الماضي التليد يومئ الأزل باكورة دلالة إلى مرتكز يؤشر معنى سريان الزمان سيلاً , والسلالة البشرية تعاقبَ أجيال وقع ضيف عابر يضرب في الأرض ذات الطول والعرض لكن مآله , فرداً إلى حين , إذ وفق معيار الصيرورة الوجودية , نحن راحلون حتى في المكان , وكذا الأمر مسيرة شعوب وتدرج عصور من عصر برونزي سمي بذلك نتيجة مزج النحاس بالقصدير , و آخر حديدي جراء استخدام اكتشافات متسلسلة أزماناً لشعوب هي صدى لدور الإنسان مكوناً أساساً في إعمار حراك كل مد وجزر في آفاق الكينونة الوجودية له , ومتسع المدى الزماني فضاء رحباً ليغدو بذاته خير معبّر عن ميزته أنه موجود اجتماعي , جوهره الإنساني كامن في الأمنيات الواعية , والفعل المنتج , و الأداء النوعي إذ حقيقة رجع دلالته أنه المنتج لأدواته في توكيد معناه من خلال ذاته فرداً , وشراكته ضمن نسج اجتماعي مطيب بنفحات إنسانية ترجمة لرقي حضوره المعرفي الناجز مثاقفة إدراك ونباهة تفاعل خلاق , ومبادرة محبة وتسامح , ورقي تسامٍ نحو الأفضل , معين ذلك سعة قراءات منهجية الرؤى وعميقة المفهومات والمصطلحات تختزن حصون المعاني المعتقة في جرار التجربة الإنسانية معارف وخبرات وتميز مهارات ذهنية وحركية و إبداعية تفسح للعمر العقلي قيمة مضافة لنمطية العمر الزمني عبر مدرج من تباين فروق فردية ما بين ذكاءات ثرية الأنواع و أخرى فطرية وغيرها مكتسبة , مديد اتساقها كامن في إعمال كل جهد , وتفرد كل تعب يسهم في إعلاء شأو الفكر الإنساني والنهوض بالمشترك الإنساني فعلاً حضارياً عبر رواد في كل جانب وعلى جنبات ترتسم على تضاريس واقع معيش وفق تخوم هنا , أو مسارب اتساع هناك زاد الإنسان في غنى قيمته وقامته أن فيه « انطوى العالم الأكبر « و أنه قيمة كبرى , وقيمة قصوى للحياة لأنه يمنح المجتمع الإنساني والتاريخ في سردية وجوده فاعلاً نوعي الأداء في كل مجال معنى كل من المجتمع والتاريخ …
هذا الإنساني الطافح نبوغ معنى لمشروع ينتج بذهنية منفتحة وخبرات معرفية , رحيقها عبقريات اللافتين تميزاً و المبدعين إنجازات تؤسس لذاكرة إنسان في مكين فلسفة أو علم أو فن أو ريادة في بطولة أو إنتاج هذا الإنسان يورق نعماء منظومة قيم إنسانية تبوح بصمت الوقار اتزان أعمال جليلة الفائدة طريفاً في تليد إبداعاً عن طريق ابتكار لقاء عبقرية بغيرها و إنسان بإنسان .
أجل ! بهذا الانتباه إلى دور الإنسان يتحول الحال من إنسان إجرائي التعبير إلى الإنسان \ الرسالة الذي تراه يفيض تميز عطاءات تباهي ضفاف عمر بورد طيب نفحاتها , ويستذكر السرد الإنساني سجايا هذا التفرد , وشميم ذاك النفح الطيب إبداعاً لمنجز أو إعجاباً بسلوك ومحاولة بتمثل , وربما أكثر في حمية نباهة الطموح نحو الأحلى وقد توج ليصير الأغلى .
هذا الفهم من شمولية الإنسان سلالة وتعاقب عصور , وتدرج معارف وخبرات ومهارات واكتشافات واتساع قيم وتناقض وقائع ومتاعب تحديات ورغبات آمال في إشراقات أصباح لا تلد إلا أبهاء النور .. ترى الإنسان مدعواً عبر مبادرة , وهو الضيف إلى سكينة كل هدوة في سمو كل تأمل وجمال كل سلوك لأنه المعني بدمعة غيره صدى لما في مآقيه , وفرح ابتسامة على شفة لمياء زغردت العيون فرحاً لإشراقات سعادة في أصالة إنسانية إنسان بذلك يكبر الإنسان في مفردات وجوده رسالة تتجاوز وهن ردة فعل في وهن استجابة لسلوك لكنها تقوى في إعطاء حلول و إدراك أسباب فتسعد بالإعمار زهو قيمة إنسان من غير أن تتوعر في ضيق حال وبذلك تصبح كلمات الإنسان رسالة مجامر طيب وبخور هي نفحات إنسانية .

نزار بدور

المزيد...
آخر الأخبار