نقطة على السطر..ظاهرة المعاهد الخاصة !

إن ظاهرة انتشار المعاهد الخاصة في المدينة غير طبيعية، فقد أصبح بين المعهد والمعهد معهد ، وجميعها كُتب على يافطاتها دروس خصوصية من الأول الابتدائي إلى الثالث الثانوي ، هل هي ظاهرة صحية بوجود مدارس رسمية تنتشر في كل مكان ، ولها كوادرها التدريسية في كل الاختصاصات ؟ إذا كان الطلاب جميعهم يحتاجون لدروس تقوية فماذا تفعل المدرسة الرسمية إذن؟هل أصبحت المدارس لتمضية الوقت ريثما ينتهي دوامها كي يذهب طلابها من جديد إلى تلك المعاهد لتلقّي الدروس ؟ هل السبب هو المناهج غير المتناسبة وقدرات الطلاب الذهنية والمعرفية ؟ أم أن هناك خللاً في أداء مدرسي المواد وعدم قدرتهم على إيصال المعلومة أو توضيحها في الوقت المخصص لدوام المدرسة من الثامنة صباحاً وحتى الثانية ظهراً ؟ إنها أسئلة لا بد من طرحها في وضع تعليمي غير صحيح حتماً ، فلو كانت المدرسة تقوم بواجبها بكل كادرها في شرح المناهج وتلبية ما يجب إيصاله للطلاب لما احتاج طالب الذهاب لمكان آخر لتلقّي الدروس ، ألم تر المؤسسة المسؤولة عن التعليم والمسؤولون عنها هذا الخلل لتقوم بمعالجة أسباب ظاهرة ذهاب الطلاب إلى المعاهد الخاصة ؟ كل مواطن يعلم أن موازنة وزارة التربية هي الأكبر بين الوزارات جميعها كرواتب ولوازم مدرسية وأبنية ومستلزمات أخرى ، فأين تضيع كل هذه الموازنة كي يضطر الأهالي لدفع ثمن طعامهم ولباسهم ثمناً للدروس الخصوصية ؟ وهل يتحملون هذا ومعظمهم بالكاد يستطيع تأمين أدنى مستلزمات الحياة ؟ ألم يثر هذا الوضع انتباه واهتمام المسؤولين عن التعليم الأساسي والثانوي ؟ فهل أصبح التعليم تجارة كتجارة البيض والخضار ؟ لأن المعاهد الخاصة أصبحت كتلك الدكاكين في الانتشار ، وكأن التعليم تجارة كأية تجارة من هذه التجارات همها الربح فقط ، كل شيء يمكن المتاجرة به إلا التعليم ، فهو أقدس من أن يكون تجارة للربح المادي .
صالح سلمان

المزيد...
آخر الأخبار