بتحية تحد شامخة ، ومع ابتسامة تطل على وجه الجرحى الأبطال نسمع صوتها تقول : لا تقل إني معاق ستراني في سباق آخر أعبر الشوط بقوة .. بأرجلنا وأيدينا الصامتة سنخط ألوان الأمل وبإرادتنا نتحرك عبر الزمن نحو الأمل هم الشهداء الأحياء الذين تقدموا بالأمس لامتحان ( سبر المعلومات ) الذي أقرته وزارة التربية ( للطلبة الأحرار) لتأهيلهم للتقدم لامتحانات الشهادة الثانوية العامة وذلك نتيجة الظروف التي فرضتها الحرب الإرهابية على بلادنا على كراسيهم المتحركة تنقلوا من غرفة إلى أخرى ، لم يطالبوا بشيء ولم يشتكوا ويتذمروا من أي موقف على الإطلاق على الرغم من آلامهم والعقبات التي اعترضت طريقهم .
كلنا تحت سقف الوطن وقوانينه وتشريعاته ، كلنا مع القوانين الناظمة لعمل المؤسسات لا أحد فوق القانون ..
وجميعنا معنيون بمبادلة هؤلاء الأبطال باليسير من وفاء هم أهله ، بذلوه أجساداً تمزقت وأطرافاً تقطّعت في سبيل الانتصار على عصابات الموت ..
الدولة معنية بالاهتمام بهم ورعايتهم ، المؤسسات ، النقابات ..إلخ
فإذا لم نقل كان بالإمكان إعفاء الشهداء الأحياء من امتحان السبر ، لكن نجزم القول أنه كان بإمكان اللجنة الفاحصة أن تجعل هذه الجراح من أولوياتها وتكرمهم أقل تكريم بالذهاب إلى بيوتهم وإجراء امتحان ، عادل وشفاف .. وذلك تقديراً للتضحيات التي قدموها لتحرير الوطن من شر الإرهاب ودورهم البارز في تحقيق النصر ..
ذكاء اليوسف