تأبط شعراً..سواد الليل

غسَّلْتُ يا أمّي سوادَ الَّليلِ بالغناء ،نجمةُ الحنينِ داخَ ضوؤها ازْرَقّتْ عيونها فشُحْتِ عني ما الذي يا أمّي بليــــــــــــلي أجفَلَكْ
أخاف أوّلَ الَّليلِ عيـــــــــوناً راودتْني عن غِنايَ لـــــــــــــكْ لصوْتِ أُمّي في الّليالي السّودِ لَمْعُـــــــــــهُ أوّلُهُ أقصى المدى آخرهُ أسْمى فَلَكْ صدى أغانيها مَخَدَّتي عليها وحْشَتي أَطْوِيْ أنامُ كالسَّمَكْ
ينامُ في البحارِ مفتوحَ العيونِ ظَـــــــــــــــــــــنَّ كلَّ مَوْجِــــةٍ شَبَــــــــــــــــــــــــكْ
ولا تُصَدّقْ أنَّ ما في القلبِ لي يكونُ في الــــــــــــــــــــــكلامِ لَكْ
وليسَ ما لي لا يكونُ لَكْ
بُنِيَّ كمْ غَــــنــــــــــيـــــــتُ لَكْ
فلا تُغَنِّ لي إذا ضَيَّعْتَ أُمَّاً أَتَظُنُّ مِنْ قصيدةٍ تَشْتَقُّ أمّاً كالقوافي في سُكونهــــــــــــــــــــــا تُسَكِّنَـــــــــــــــــــــــكْ
و مَنْ يُسَوِّيْ بالكلامِ قَصْرَ حُبٍّ لا يُسَوِّيكَ بأرْضِهِ مَلَــــــــــــــــكْ
ولا تُصَدِّقْ أنَّ كلَّ لــــــــــــوزة زَرَعْتَها بياضُ زهرها سيُشْبِهُ قلباً يغنِّي اليومَ لَكْ
بُنَيَّ لا تَظُنَّ أنّ النَّسْرَ إنْ حلّقَ في سماكَ مرَّةً سيُهديْ الأُفْقَ لَكْ
وليسَ كلُّ مَنْ هزَّ الرِّيْحَ قدْ يُسَوِّيها سريراً فارهـــــــاً لحلْمَكْ
بُنَيَّ ما مِنْ حِكْمَةٍ تصيرُ خيْمةً لِمَنْ لا وطنٌ كان له وإنْ يكنْ فَلَــكْ
أُمِّي تُغَنِّي يا غريبَ الرُّوحِ روحي كلُّها تَفَتَّحَتْ سواسناً تُهَدْهِدُكْ
حمِلْتُ قبري على رأسي كي أطيرَ حَولكَ في الّليلِ لا تَخَفْ بُنَيْ إنْ أنيناً للنّواعير علا يَحِن….ُّ إن غنّى لَكَ في الّليلِ لا تَخَف ْ إذا ما الطُيرُ قد حَطَّتْ على شباكـــــــــــــــــــــكَ بُنيَّ إنَّ واحداً منها على الأقلِّ هُدْهُــــــــدُكْ
عيني عليك لا تخفْ في الِّليلِ هدْهدُ النَّواعير ِ أنا أحُوْمُ في أوَّلِ حلْمٍ يُنْعِسُــــكْ
حتّى على ريشي أُنَوِّمـــــــــــكْ سبحانَ مَنْ كالفُلِّ حلَّاك َ على هيئةِ نَجْمٍ صَوَّرَكْ
الحزْنُ تَجَلّى كالملاكِ في عينيك يحْرُسُكْ
يشاء أن تدورَ أرض العالمين كالفـــــــــــــــــــلَكْ
كلَّ النجوم بالضوء تغني في عيوننا الغريب كــــــــــــــــــــالملكْ
وحين كلُّ نجمة تغيب وحدها عيون أمي لي تغني يا بنيْ ما أجملكْ

د.خالد زغريت

المزيد...
آخر الأخبار