من حيث المبدأ تطلق تسمية إنترنت فضائي على أية طريقة تتيح للمستخدم الولوج إلى شبكة الإنترنت باستخدام اتصال بالأقمار الصناعية بدلاً من الطرق المعتادة مثل خطوط الهاتف أو أبراج الاتصالات للشبكات الهاتفية ومن التعريف يتضح ندرة هذا النوع من الإنترنت حيث أن مستخدميه قلة قليلة لدرجة أنه من النادر أن نعرف شخصاً في محيطنا يستخدم هذا النوع من الإنترنت وهناك الكثير من الأمور التي تجعل الإنترنت الفضائي مطلوباً مثل المناطق النائية التي لا تمتلك البنية التحتية اللازمة للاتصال بالإنترنت التقليدي مما يجعل الإنترنت الفضائي بديلاً ربما مناسباً لها وعند الحديث عن الإنترنت الفضائي من المهم التمييز بين نوعين مختلفين إلى حد بعيد الأول الإنترنت الفضائي أحادي الاتجاه حيث أن المستخدم يستقبل البيانات من القمر الصناعي لكنه لا يستطيع الإرسال مباشرة إلى القمر الصناعي وبالنتيجة عادة ما يستعاض عن الأمر باتصال أحادي الاتجاه بشبكة محلية (سلكية أو لاسلكية) حيث ترسل طلبات التصفح من المستخدم إلى محطة أرضية تعالج الطلبات وترسلها إلى القمر الصناعي ليستقبلها المستخدم من هناك وبالطبع هناك عيب كبير في هذا النوع من الاتصال فالمستخدم لا يستخدم الإنترنت الفضائي بشكل كامل بل أنه لا يزال معتمداً جزئياً على شبكة الإنترنت المعتادة المتاحة حوله ومع أن هذه الطريقة أرخص بكثير لانعدام الحاجة لجهاز إرسال والاكتفاء بمعدات الاستقبال فقط فالاعتماد على الشبكة المحلية يلغي فائدتها الأساسية بكونها قابلة للاستخدام في المناطق النائية وفي بعض الحالات يتم استخدام إنترنت فضائي أحادي الاتجاه في مناطق نائية لكن بأسلوب مبتكر حيث لا يتم الاعتماد على بنية تحتية لشبكة أخرى بل أن عدداً كبيراً من المستخدمين يقومون بشراء أجهزة استقبال خاصة بكل منهم لكن يشتركون باستخدام جهاز بث موحد للجميع وهذه الطريقة عادة ما تكون فعالة للجزر النائية في البحر مثلاً والنوع الثاني هو الإنترنت الفضائي ثنائي الاتجاه هذا النوع أقل انتشاراً لكن أكثر صدقاً بالنسبة لاسمه فهو فضائي حقاً حيث أن الإشارة ترسل من المستخدم إلى القمر الصناعي مباشرة ومن هناك ترسل إلى المحطة الأرضية ليتم استحضار المعلومات المطلوبة للمستخدم وإرسالها للقمر الصناعي ومن هناك إلى المستخدم مجدداً كما هو متوقع يحتاج هذا النوع من الإنترنت الفضائي إلى جهاز إرسال بالإضافة لجهاز الاستقبال الفضائي ومن العوائق الاستخدام عدم قانونية هذا الاتصال إلا بشروط صارمة والكلفة باهظة جداً كما أنها كبيرة الحجم وذات استهلاك طاقة مرتفع وسرعات متدنية واتصال غير مستقروأهم إيجابية لهذا النوع من الإنترنت الفضائي هو استقلاليته .
المهندس منذر سعده
المزيد...