مسيرة حافلة بالعطاء في مجالي الرسم والتعليم أمضاها الرسام جهاد غميض بإرادة قوية وخطوات واثقة وإيمان راسخ بما يقدمه ، فلم يكن من الصعب عليه الجمع بين الرسم والتعليم بطريقة المحترف الذي يعرف متى يفصل بينهما ومتى يجعل منهما الفن المركب نفسه.
بشكل فطري
وعن بداياته ونشاطاته الفنية قال : عشقت الفنون بشكل عام وخاصة الرسم منذ الصغر وفي المرحلة الابتدائية لاحظ مدرس الصف أن لدي موهبة وحب بالرسم وشجعني على ذلك وبدأت بشكل فطري أرسم وزاد حبي وشغفي بالرسم مع الوقت وأصبحت أشارك بمسابقات طلائع البعث وبمعارض طلابية .
تزيد من ثقتي
وعن دور الأهل في تنمية مواهب أبنائهم قال : طبعاً لأهلي دور كبير في تشجيعي منذ الصغر فأي كلمة كنت أسمعها ،فيها مديح أو تشجيع كانت تزيد من ثقتي بنفسي على المستوى الشخصي ومحبتي للرسم من ناحية أخرى والدور الأكبر كان لوالدتي رحمها الله كانت دائماً تعطيني الأمل وتقول لي سيكون لك شأن وضع أمامك التميز دائماً وأخي الأكبر مني سناً فقد كان يساعدني ويدعمني ويقف بجانبي .
تحتاج لصقل
وعن أهمية الموهبة والدراسة الأكاديمية للفنان قال : أكيد الموهبة وحدها لا تكفي وتحتاج لصقل وتدريب وخبرات وظروفي لم تسمح لي بدراسة المجال الذي أحبه (فنون جميلة ) بسبب الظروف المادية ولكن هذا لم يمنعني من تطوير موهبتي وصقلها بالاجتهاد والعمل الدؤوب والدراسة والاعتماد على نفسي ورغم أدواتي البسيطة .
من أقدس المهن
وعن الفائدة التي اكتسبتها من التدريس وفائدة الرسم بالتدريس قال : التدريس ثاني أصعب مهنة وهي مهنة صعبة و شاقة ولكن في الوقت نفسه من أقدس المهن إذا اقترنت بالعمل الجاد والضمير الحي واعتبار الطالب هو أمانة في أيدينا فقد أعطاني التدريس كل ما هو جميل من الناحية الإنسانية والمعرفية وأعطاني حب التلاميذ لي ودائما أبحث عن كل شيء جديد أما الرسم فهو من الأدوات الهامة في التدريس خاصة في المادة العلمية حيث هو عامل جذب رائع للطالب وممتع إذا كان المدرس يجيد فن الرسم وممتع لي شخصياً .
العلوم متكاملة
وعن جمعه بين الرسم وتدريس مادة علمية قال: العلوم متكاملة جميعاً لا فصل بينها.
و عن مشاركاته بالمعارض الفنية قال : أول معرض لي كان محض الصدفة كوني هاوياً ولست محترفاً وكان تحت عنوان ( لي دربي البسيط ألاحق فيه طيف النور ) في مدرسة محارب الأحمد وكانت مفاجأة كبيرة لي من حيث الإقبال الكبير والأصداء والانطباعات التي لم أتوقعها وتم تغطيته من قبل وسائل الإعلام المتنوعة .
ثم شاركت بمعرض في مكتبة (كريستوفر ) في بستان الديوان مع مجموعة رسامين هواة وكان المعرض مميزاً حيث استفدت كثيراً من تجارب الآخرين فالعمل الجماعي أمتع وأجمل وشاركت أيضاً في معرض لدى جمعية الربيع للمصابين بالتوحد ومعرض في صالة أم النور.
كل ما هو جميل
وعن المواضيع التي يتناولها في أعماله الفنية قال : الرسام يستهويه كل ماهو جميل أو إنساني أو فكرة ما أو حالة وطنية أو شعور غريب ومختلف و أحب أن أعبر عنه والجمال موجود في كل مكان جمال الروح والقلب والمشاعر واللسان وأجمل الجمال عند الأم إذ رسمت مواضيع طفولة والمرأة ومواضيع متنوعة .
وعن الألوان التي يستخدمها قال : رسمت بداية بالرصاص وثم بالفحم وحالياً أعمل بالألوان .
وعن توظيف المعلوماتية في مجال التدريس ودور الرسم في ذلك قال :أما المعلوماتية والبرامج فهو حب من نوع آخر منذ أكثر من 12 عاماً فقد أقدمت على خطوة وهي انجاز كتاب الكتروني كامل لمادتي الفيزياء والكيمياء صف تاسع وقمت باستخدامه في التدريس حيث احتوى على كامل مواضيع الكتاب خاصة التجارب العملية التي كانت مما جعل هذه المادة تصبح أكثر حباً للطلاب أو أكثر متعة وقمت بتقديم بعض الدروس في برامج على القناة الفضائية التربوية السورية منذ عام 2009 إضافة للندوات العلمية واللقاءات التربوية،والرسم كان أهم مادة في هذا البرنامج الالكتروني حيث استثمرت موهبتي بشكل كامل من توزيع الألوان وغيرها مما ساعدني لإظهار الجمال حتى ضمن التجربة الفيزيائية أو الكيميائية .
نقاط مشتركة
و عن علاقة الفن بالتعليم قال :للفن والتعليم نقاط مشتركة و برأيي الشخصي وبعد خدمة طويلة في مجال التعليم لأكثر من 30 سنة التعليم هو فن حقيقي يحتاج من المدرس إتقان هذا الفن بشكل كبير فلا يكفي أن تكون المعلومة موجودة هناك عوامل أخرى منها المقدرة على تغيير نبرة الصوت وحركة الجسم واليدين والنشاط ضمن القاعة حتى طريقة النظر والتعامل مع الطالب هو فن والتعامل مع الأهل فن وكل هذا يجب أن يكون مقروناً بالحب .
نعتاد عليه
وعن رأيه بالنقد الإيجابي والسلبي قال: النقد الإيجابي هام جداً ويجب أن نعتاد عليه ونمارسه على أنفسنا أولاً فهو يساعد على رفع سوية أي عمل ،أما النقد السلبي يخرج من الشخص السلبي الذي لا يبحث عن الفائدة بل عن إشباع نقص ما بداخله .
وعن حضور المرأة في لوحاته قال :باختصار المرأة هي الأمل هي عشتار الحب والجمال هي وطن والوطن أم وأنا لا أحب عبارة نصف المجتمع بل هي المجتمع أما الطفل فهو ملاك .
تقدير حقيقي
وحول الصعوبات التي تواجه الفنان قال : أتصور أنها تتعلق بالناحية المادية وبالتكاليف وقلة الإنتاج حيث لم يعتد الناس إلى الآن على التقدير الحقيقي للوحات وهذا أتصور له أيضاً علاقة بالوضع المادي .
علاقة حب
وعن العلاقة التي تربطه باللوحة قال بالنسبة للعلاقة مع أي لوحة هي علاقة منتح عاطفي أي علاقة حب فأنا أحب أي لوحة أرسمها وهذا الحب ناتج عن مخزون قمت بتفريغه ضمن خطوط اللوحة ولكل لوحة مكانة في قلبي تختلف عن الأخرى مثل بستان فيه أزهار متنوعة ولكن أحياناً يسقط مطر غزير يوهج اللوحة أحياناً أي تكون لوحة فيها حزن ما وتحضير اللوحة هي ليست مسألة تحتاج حل هي منظر جميل فكرة وموضوعاً أقوم بتحويله على الورق والرسم ليس له وقت محدد لأنه يحتاج إلى شعور خاص فأحياناً أرسم كل يوم لمدة أسبوع وأحياناً يمر شهران أو أكثر لا أرسم ويتحكم بهذه الظروف المهنية وعملي كمدرس مادة علمية وأحياناً المزاج .
هيا العلي
المزيد...