شهد التيار الكهربائي خلال فصل الصيف الماضي استقراراً انعكس إيجابا على المواطنين والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية ،حيث انخفضت ساعات التقنين إلى حدودها الدنيا ، إن لم نقل غيابها تماماً ، رغم أن المواطنين استخدموا المراوح والمكيفات وغيرها من أجهزة كهربائية إضافة لقيام البعض بالاستجرار غير المشروع ، ولكن مع بداية أول نسمة برد وهطول أول قطرة مطر بدأت معاناة أهالي حمص من الانقطاعات المتكررة والطويلة وتذبذب التيار, ففي الساعة الواحدة تنقطع الكهرباء وتأتي أكثر من 15 مرة وهذا من شأنه تعطيل الأجهزة الكهربائية من برادات وغسالات وغيرها وتحميل المشتركين أعباء مادية كبيرة لإصلاحها هم بغنى عنها في ظل الظروف المعيشية الصعبة ، والأنكى من ذلك أن شركة الكهرباء حتى كتابة هذه السطور لم تعلن عن برنامج تقنين محدد ليتمكن المواطن من برمجة وقته وأعماله .
طبعاً انقطاع التيار الكهربائي وعدم انتظامه وتذبذبه كل خمس دقائق في معظم أحياء المدينة والريف أثار استياء المواطنين وسخطهم وحمّلوا الشركة مسؤولية هذا الخلل والخسائر التي منيوا بها بسبب تعطل الأجهزة الكهربائية مطالبين الشركة بإيجاد حلول جذرية وفورية.
للأسف الشركة ضربت بعرض الحائط كل هذه الشكاوى والمطالبات ،والدليل استمرار الواقع الكهربائي السيىء على ما هو عليه منذ أكثر من أسبوعين دون أن تحرك ساكناً، رغم أننا سمعنا من المعنيين في القطاع الكهربائي الكثير من الوعود المعسولة والتطمينات أن الكهرباء هذا الشتاء ستكون أفضل ، بسبب قيام الشركة بالعديد من الصيانات واستبدال المحولات ولكن على أرض الواقع لم يلمس المواطن شيئاً يذكر، لابل ازداد الأمر سوءاً،ففي أصعب الظروف التي مرت على المحافظة خلال السنوات الماضية لم يكن الواقع الكهربائي بهذا السوء ، والمضحك المبكي أن المعنيين في الشركة يعزون سبب ذلك للاستجرار غير المشروع الشماعة القديمة الجديدة ، والسؤال ألم يكن هناك في السنوات الماضية استجرار غير مشروع ولماذا لاتقوم الشركة بقمع المخالفين وردعهم .
مانود الإشارة إليه أن انقطاع الكهرباء حرم العديد من المواطنين من مياه الشرب فعندما تنقطع الكهرباء تأتي المياه والعكس صحيح وأغلب المنازل تستخدم الغطاس لتعبئة الخزانات وهذه الحالة زادت الطين بلة وفاقمت المعاناة فلا كهرباء ولامياه فهل من أسباب منطقية لذلك ؟!
بالمختصر أصبحت مشكلة غياب الكهرباء وعدم انتظامها وانقطاعها المتكرر والطويل تسبب قلقاً وهاجساً عند المواطنين وخاصة ذوي طلاب الشهادات الذين لايسعفهم الوقت في شحن البطاريات وبالتالي العودة إلى الشمع والرومانسية ؟!
شكاوى كثيرة تردنا يومياً من المواطنين حول الواقع السيىء للكهرباء وعدم التزام الشركة بواجبها المهني تجاه المشتركين جراء تكبيدهم خسائر مادية كبيرة نتيجة تعطل أجهزتهم عدا عن الضغط النفسي الذي يعيشونه يومياً ، وضرورة أن تقوم الشركة بتعويضهم عن خسائرهم طالما تحصل منهم على كل حقوقها ،فالشركة على حد تعبيرهم لها حقوق وعليها واجبات والملاحظ أنها تسعى للحفاظ على حقوقها وإهمال الجانب الثاني… فهل يعقل هذا ؟
ختاماً نقول مهما كتبنا عن معاناة المواطنين من سوء الواقع الكهربائي الذي ظهر مؤخراً يبقى قليلاً وماعلى الشركة إلا أن تتحرك سريعاً لتلافي ذلك وإيجاد حلول منطقية وواقعية بعيداً عن التبريرات التي لم تقنع أحداً !
لو كان بلدنا من البلدان التي تسود أجواؤها الأمطار الغزيرة والثلوج الكثيفة والبرد القارس ….فماذا سيكون حال الكهرباء؟الجواب نتركه للمعنيين في شركة الكهرباء …وفهمكم كفاية ؟
محمد قربيش