من يظن أن الحرب استثناء والسلام هو القاعدة فإنه واهم .. الحرب دائرة منذ شهد الغراب على أول جثة في التاريخ يوم قتل قابيل أخاه وحتى يومنا هذا … حتى البلدان التي تعيش حالة من السلم .. الحرب نائمة على أبوابها .. قد يوقظها فتيل تافه لا ينتبه إليه أحد …
إذا كانت الدروب إلى السلام مزينة بأغصان الزيتون فهي معبدة بالدم أيضاً فالسلام يحتاج إلى حرب تحافظ عليه !
في سورية قد تتوقف المعارك لكن الحرب متوقعة دائماً .. لأن هناك عدو يتربص بنا .. اسمه إسرائيل .
الحرب علمتنا الكثير .. علمتنا أن الخيانة شعور مرّ تماماً (كمن يشرب دمك في كأس صنعت من عظامك )
علمتنا الحرب أن الغرباء الذين دخلوا بلادنا وعلى رؤوسهم طربوش الباشا أو دخلوا بطاقية الإخفاء .. أرادوا إحراق بلادنا بحجة أننا نريد بلداً مضيئاً !!
وأن في هذه الأرض شباناً بعمر الورود تزينوا بقبعاتهم العسكرية وامتشقوا دماءهم غير آبهين بحر أو برد .. يرابطون على الحدود ويرددون كل يوم .. لبيك سورية ..
الحرب جعلت من سورية امرأة أسطورية .. عبرت أهوالاً يشيب لها الزمان لكنك تراها في صباحات دمشق .. وادعة .. تشرب القهوة باطمئنان .. وكأن سلام العالم يرقد عند قدميها !!
علمتنا الحرب أن العدو سيجد ألف سبب ليعلن الحرب علينا .. سيحاربنا ليسرق بساتيننا .. ولقمة أبنائنا ..
السلام الحقيقي .. أن تكون قادراً على الحرب في أي وقت ومستعداً لها..
قيل : ( لا تبع سيف جدك لتشتري الخبز لأحفادك .. الخبز والأرض يحتاجان إلى سيف يحميهما ).
سمر المحمد