كالعادة الزيادة المكرمة التي خُطت على شاطىء أحلام الموظفين – محدودي الدخل – صدمت بأمواج التجار العاتية والتي بدأت تمحو زهو « الزيادة » شيئاً فشيئاً..
اقتسام الكعكة بدأ بأسرع من سرعة الضوء ، من قبل « عنتريات» قوي عودها بالتقادم والتكاسل في وضع حد لها ، وترك الحبل على الغارب حتى أصبح هؤلاء خارج السيطرة ، تجار كبار لا تتم الإضاءة عليهم ولا يلوى لهم ذراع والدلائل واضحة وضوح الشمس حتى أن المواطن بات يشعر بأن طوقاً من السرية والخصوصية مفروضة عليهم وعندما يتم الكشف عن حالة فساد سرطانية مستشرية يدان فيها التجار الصغار ويبقى الكبار خارج عدسة الضوء ..
ارتفاع جنوني للأسعار تزامن مع الزيادة « المكرمة » وعلى نحو مسبوق ومشهود ومهيأ له تم استغلال «الزيادة» بطريقة لا أخلاقية ولا إنسانية ، وسيناريوهات التجارة الداخلية وحماة المستهلك للسيطرة على السوق جعلت التاجر يظهر بعض المواد ويحتكر أخرى كالسمون والزيوت والمتة والسكر ، وإذا تعاطف معك التاجر يبيعك على السعر الجديد المتة مثلاً 575 ل.س والسكر وصل حد 500 ل.س و ليتر الزيت 900 ل.س تسأله عن السبب فيدخلك في دوامة الدولار الذي هو من « الزيادة» براء ، فأحدهم صاحب بقالية شرح لي عن « لوح الثلج» الذي يبدأ من تاجر الجملة وحتى يصل إلى تاجر المفرق ومن ثم صاحب البقالية أو ماركت صغير أي يكون قد ذاب نصفه في الطريق من الكبير إلى الصغير فتاجر الجملة يستورد بسعر دولار البنك المركزي والذي لا يتجاوز 430 ل.س وهذا « يامرحوم البي » وفق قوله يبيع منتجه للتاجر الصغير بسعر دولار السوق السوداء الذي تجاوز السبع مئة ليرة ، يعني الغلاء لا يد للتاجر الصغير فيه فليحاسبوا التجار الكبار الذين هم رأس حربة الغلاء تشعر بأنك تسمع قصة ليلى والذئب وتفهم فيما تفهمه بأن دولار الكبار غير دولار الصغار ، وتختصر السيرة وتدفع وتقول « « الله يعوض عالمغلوب « فيجيبك « سامحنا «.
تشعر فيما تشعر بأن هناك تشوشاً للصورة فخلال أيام مضت – بعد الزيادة « المكرمة» – قرأنا الكثير من المقالات والزوايا التي تم فيها اجترار مقولات وصفات لاذعة تدين هؤلاء التجار وتصفهم بأبشع أنواع الصفات لاستغلالهم الزيادة على الراتب لكن ما الفائدة من هذا إذا كان لاإذن تسمع ولاعين ترى ، والأنكى من ذلك أن هؤلاء « العنتريات» إذا استدعت الحاجة تجدهم يعتلون المنابر مع أنهم في عز الوجع والجرح يسرقونك بكسبهم غير المشروع والمردوع ، يتاجرون بأحلام الفقراء ويبتلعون الأخضر واليابس في وقت يتطلب موقفاً وطنياً أصيلاً وقيماً إنسانية عالية .
لم يعد لدينا شك بأن هؤلاء على خط تماس مع متنفعين يسهلون لهم تجاوزاتهم ويعطونهم الحماية في مواجهة كل العراقيل التي تقف عائقاً أمامهم ..
نحتاج لإجراءات فعالة على أرض الواقع ، لتزداد ثقة المواطن بقانونه وبالقائمين على تنفيذه ، هذا القانون وجد لتقويم اعوجاج من خرج عن السوية التي يفترض أن يتصف بها كل مواطن شريف يشعر بالغيرية على وطنه ..
سنوات حرب تسع تجاوزنا محنها وبقينا مرفوعي الرأس حافظنا على كرامتنا بصمودنا وتحدينا ، فليخجل هؤلاء الجشعون من أبناء شعبهم ، أبناء جلدتهم ، نستحق الأفضل ومحكومون بالأمل دائماً وأبداً .
العروبة –حلم شدود