العلم عين البصيرة ومن هنا كان العلم نور فبالعلم يستطيع الإنسان رؤية الحياة برمتها على حقيقة وجودها وإن اختلفت الرؤية بين شخص وآخر ولما للعلم من أهمية كبيرة فقد كانت السياسات التربوية في سورية كلها مبنية على ما سلف من كلام فكانت مجانية التعليم حيث تحملت الدولة كل الأعباء المترتبة على تنفيذ العملية التربوية من المناهج والكتب إلى توفير الكادر التعليمي والتدريسي إلى توفير الكتب في المكتبات والمخابر التعليمية بالإضافة إلى التوسع في بناء المدارس والمعاهد والجامعات ولو أجرينا مقارنة بسيطة مع التعليم في الأقطار العربية لوجدنا أننا متقدمون في هذا المجال ولكي تنتهي حالة الأمية نهائيا صدر مرسوم جمهوري بإلزامية التعليم حتى نهاية المرحلة الإعدادية .
وقد تركت وزارة التربية للمواطنين مشاركة بسيطة جدا في أعباء العملية التعليمية وهو ما سمي بالتعاون المدرسي الذي لم يتجاوز ال / 100/ ليرة سورية وهذا المبلغ الرمزي كان قبل الحرب الظالمة التي شنها علينا أعداء العلم والإنسانية والتي دخلت عامها الثامن لم يتغير المبلغ رغم ارتفاع الأسعار بشكل كبير وعدم زيادة الرواتب بما يوازي غلاء الأسعار وبقي على حاله والمدارس على اختلاف المراحل فيها بحاجة إلى بعض مستلزمات العملية التربوية من أوراق وقرطاسية وطباعة أسئلة في الامتحانات وبالتالي فالمبلغ الذي يتم جمعه من الطلاب لا يغطي المصروفات في المدارس فكان أن تركت وزارة التربية لمدراء المدارس إمكانية جمع مبالغ مالية لكن بموافقة الأهالي وهذا مايجعل الأمر بين مد وجزر بالنسبة للأهالي واختلاف المبالغ التي تجمع بين مدرسة وأخرى وهذا يتطلب من وزارة التربية إعادة دراسة واقع التعاون المدرسي وتحديد المبلغ من جديد بما يتوافق وواقع الحال.
شلاش الضاهر