لا أحد ينكر ما للقراءة من أهمية في حياة الإنسان ..بها نستمتع ونشعر باللذة والمتعة والفائدة ..نشعر بالتوق والحب لها كلما اعترتنا آلام ومصاعب وأحزان ..وكلما شعرنا بضيق أو ملل ونجد فيها المتنفس الذي يريح أعصابنا ويبدد ضيقنا ..هي سلوك راق نعتاد عليه ..يؤثر فينا ونسعد به ..وقد قيل شعب يقرأ ..شعب يعيش .
القراءة تنقلنا إلى عوالم أخرى غامضة نجهلها ..بها نتعرف على تراث الإنسانية ..علومها .آثارها ..آدابها ..مخترعاتها ..زراعاتها… صناعتها …ثقافاتها …الخ ونأخذ منها ما يهمنا وما يفيدنا وهنا نشير إلى مفهوم أهمية الثقافة والمثاقفة بين الشعوب وضرورتها …وتبادلها للجميع ..لقد سئل الكاتب عباس محمود العقاد مرة لماذا تقرأ كثيراً ..؟فأجاب أقرأ كثيراً لأن حياة واحدة لا تكفيني ..وقد قال «المفكر جورج مارتن» «القارئ يعيش ألف حياة قبل أن يموت ..أما من لا يقرأ فيعيش حياة واحدة فقط » القراءة غذاء للعقل تمده بالطاقة ليظل متحفزاً ..نشيطاً وثاباً طموحاً ..فما أحوجنا إليها لترقى نفوسنا ..ويرقى وطننا وهل ننسى قول شاعرنا العربي المتنبي (وخير جليس في الأنام كتاب )والقراءة أياً كان نوعها ..ورقية أو رقمية الكترونية هي ضرورية للفرد ضرورية للآباء والأبناء للصغار والكبار .وهي النعمة الكبرى ..التي نحس بوجودها والضرورية لنا إنها عامل من عوامل نهوض المجتمع والأمة ..ورقيها وتقدمها .وبناء شخصية أبنائها ومن يتركها فهو مسكين يعيش في مغارات سحيقة من ظلام وجهل ..وما يزعج كثيراً أن ترى الصحف المحلية المكدسة على طاولات بعض رؤساء دوائرنا ومؤسساتنا الحكومية .وموظفينا ..تلك التي غالباً ما تفتح ,,وتقرأ ..ولو قرؤوها ..وتصفحوها لازدادوا معرفة وعلماً وثقافة لما فيها من صفحات منوعة سياسية وثقافية وأدبية –صحية –بيئية ..فنية ..اجتماعية وأخبار محلية وعالمية ضرورية للجميع للاطلاع على ما يحدث ويدور ويكتب ويؤلف ويطبع من أخبار في العالم لنبقى على تواصل دائم مع ما يحدث ويخطط ونستفيد ..ولنغرس عادة حب القراءة والمطالعة في نفوس صغارنا ..فهم الوعد الأخضر القادم الذي إن امتدت له يد العناية والحب والرعاية نما وأزهر وأثمر وصنع بيادر خير ..وحقول فرح واسعة ينتظرها الوطن ..لبنائه ..وإعماره في ظروف صعبة مما حلّ به من دمار وإرهاب ..وهذه مسؤوليتنا جميعاً آباء وأمهات ..ومربين ومؤسسات تربوية ..لنضع أمامهم الصحف والكتب والقصص ..والمجلات الطفلية ..ونشجعهم على قراءتها والاهتمام بها ..فينشؤون وقد امتلأت نفوسهم حباً للقراءة والكتب ونمت مداركهم وتصبح سلوكاً يعتادونه دوماً كلما كبروا ..القراءة القراءة .. هي حياتنا وبدونها لا نستطيع أن ننهض ونرقى تحية لأولئك الرائعين ..الذين ما تخلوا عن القراءة طوال سني أعمارهم وهم قدوتنا أولئك الذين يكتبون ..ويؤلفون ويبدعون وكم لهم من أثر جميل في حياتنا ..حتى بعد مماتهم .ولهم التقدير والحب والاحترام .
برهان الشليل