أصبح حديثنا اليومي معطراً برائحة المازوت والغاز وطبعاً الغلاء الفاحش له نكهة خاصة تضاف إلى كل تفصيل من تفاصيل حياتنا في ظل حرب ملعونة تخطينا جزءاً كبيراً من تبعاتها والمثل الشعبي يقول :«من لم تصبه النار يصبه دخانها»
فكيف سيكون الحال إذا نال النار والدخان من الشجر والحجر و الضرع والزرع ، من لقمة خبزنا،ولم يترك حالاً على حال …وبالطبع ، الخطى الحثيثة والجادة سيطرت على الوضع ،وفرت مستلزمات الأسرة السورية في حدود شبه مقبولة ،وهنا أقصد توفر المواد التموينية الأساسية خلال سني الحرب من «زيت و سكر وبرغل » وغيرها وتراوحت أزمة الغاز والمازوت – فيها – بين مد وجزر..
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن لماذا بات توفر معظم هذه المواد الضرورية الأساسية متعذراً ، لماذا توضع العصي في العجلات الاقتصادية والمعيشية طالما أن أمورنا بخير …
ولماذا تتفاقم أزمة الغاز –مثلاً –وتعود جموع الأرتال للوقوف ساعات طويلة تعادل الدوام الرسمي في دائرة حكومية وتزيد ،أي من الثامنة صباحاً حتى الثالثة ظهراً –لتعود –أنت المواطن متأبطاً اسطوانة غاز …كل هذا التعجيز لماذا ؟…
والذي يضع العقل بالكف أن المادة متوفرة في السوق السوداء ،… فلماذا نسمح لتجار الأزمات بالانتعاش في وقت كان فيه المواطن بحاجة لبحصة تسند جرته المتهالكة …
وهذه التي اسمها البطاقة الذكية والتي حسبنا بأنها أدخلتنا عصر التكنولوجيا من أوسع الأبواب ،فمن خلالها سنحصل على مستحقاتنا من مواد نفطية بطريقة إنسانية محترمة وكله محسوب عالليبرة،لا تجاوزات ولا واسطات ،لا تدافش ولا تهاوش ،وكل 24 يوماً اسطوانة ،..!!لكن للأسف جعلونا نترحم على أيام الطنبر والحنطور والفرس المشنشل والخدمة التي كانت تأتينا على البارد المستريح في بيوتنا ،لا مطاردات ولا مغامرات على أبواب المعتمدين والكازيات ،…
هناك سوء تدبير وتقصير ومستفيدون انتهازيون لهم في كل عرس قرص وأصحاب القرار المعنيون بأخلاقيات السوق والصالح العام على دراية باحتياجات المواطن وعلى إطلاع بالتجاوزات وطرق النصب والاحتيال التي تمنع وصول الحاجة لمستحقيها ويعلمون بأنه ليس هناك سوء تدبير وتبذير بالمادة من قبل المواطن كما تذرع أحد المعنيين بتبرير أزمة الغاز بالقول :»المواطن يستخدم الغاز للتدفئة «وهذا غير منطقي وإلا لما تكررت الأزمة صيفاً .
جلّ ما يحتاجه المواطن هذه الأيام إجراءات فعالة توقف تدفق الفاسدين ،الانتهازيين الذين يجدون فرصهم متاحة بغياب المساءلة والرقابة، وواقع الأحداث يشير إلى هذا ،فمن يلعبون على أوتار الأزمة ويحتكرون ويرفعون سقف استغلالهم عندما تهدد مصالحهم الشخصية والخاصة ،هؤلاء بحاجة إلى استئصال وإلا كل مبادرات الارتقاء بمعيشة المواطن ستعطل ..
نريد ترجمة فعلية لمكافحة جشع هؤلاء على أرض الواقع لأننا تخطينا مرحلة ظروف انتشار هؤلاء الفاسدين وآثارهم على المجتمع و..و..وغير ذلك يعتبر تستراً عليهم ومشاركة لفسادهم ..والأنكى أن يتم مكافحة الفساد عن طريق فاسدين أكبر… يعني (دق المي وبعدها مي) …
العروبة –حلم شدود