صدف ذات مرة خلال عملي الميداني أن التقيت بأحد الوفود الأجنبية الوافدة إلى جامعة البعث بقصد تبادل الخبرات والأبحاث العلمية وأثناء تبادل الحديث مع رئيس الوفد أخبرني أن بلادهم تضم جامعات تسمى بجامعات العمر الذهبي .وهذه الجامعات ليست مخصصة للمرحلة الجامعية الأولى من حياة الطالب الذي يتابع تحصيله العلمي بعد نيله الشهادة الثانوية ،بل إنها خصصت للمتقاعدين بعد تجاوزهم السن القانوني وإحالتهم إلى المعاش وذلك لمن يرغب .
وتلك السياسة التعليمية الأكاديمية العليا تهدف لأمرين اثنين هما أن لا يشعر الشخص المتقاعد بالملل وأن لا يصاب بمرض الزهايمر كي يبقى دماغه في حالة نشيطة ومستمرة من التفكير وأن يتابع تحصيلاً علمياً ثقافياً إضافياً حتى ولو كان الشخص في عمر متقدم لا يبغي من خلاله عملاً أو وظيفة .
ونحن في سورية وبعد سنوات طويلة من الحرب ضد الارهاب والفكر الوهابي أحوج اليوم أكثر من أي وقت مضى للتمسك بالعلم والإبحار فيه والبحث في سياسات تعليمية تعمل على تعزيز حالة الانتماء للوطن والدفاع عنه وأن تكون عقيدة نابعة من ضمير الإنسان .
نبيلة ابراهيم