كاف الخطاب في مرامي النفس الذواقة المختزنة ثقة في مكين ذات مبدعها هي طمأنينة الذات في حقيقة معدنها ثقة بقدراتها وسعة في سعادة الخير الطافح عبقاً في مساحة الوعي الجمالي وعياً تشاركياً في زمالة المصير كينونة برهة من زمان و أزمان، أو زمن و أزمنة في فرح الاغتباط مديد أمنيات أن يتمنى المرء لغيره ما يتمناه لنفسه ، إذ حال نباهته إنساناً صاحب رسالة أن سعادته منفرداً من غير تماه مع غيره انكماش فرح أما رونق حضور في حبور و قد وش ذاته في تعاضد مع غيره حال إنسان إلى إنسان كرم نبالة في آفاق كل تفاعل خلاق، و إذ به لا يرى جمال الأشياء ولا قيمة النجاحات ، و لا سرور الامتلاء بأي أمر إن لم يكن مطرزاً بتعاضد الرؤى و تناغم التلاقي في قطاف شذرات الضياء من أكف الجمال إنساناً و فكرة و طبيعة و جدلاً و رؤى و تداخل آراء ، و متسع قناعات و اتساع تخيلات أو تصورات في سفر التفكير على مدى تعاقب الزمان .
ألا ما أجمل (البحتري) في :
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً
من الحسن حتى كاد أن يتكلما
إن همس الربيع بنسماته ، و إطلالة ثغور الورد و أقاحي الربيع تبدو بريق جواهر متنضرة بشغاف قلوب معشوشبة بكل نضارة و مزهوة بآفاق رحبة من وقع الجمال الناهض شموخ وعي أن الربيع الحق حاضر في فرح الجميع فبذلك يجده المرء بذاته و بغيره و بالربيع الربيع ، فللطبيعة ارتعاشات نبتها و اخضرار باسقاتها و للإنسان اغتباط الضمير حذاقة فطنة على شرفات كل عطاء ومبادرة و مثاقفة كل فهم ، ونبوغ كل انطلاقة عبر ذهن منفتح يتأصل بجذور كل انتماء لصادقات مداميك البناء رزانة عقل في عزة حضور، و اتقاد عاطفة في لظى كل وجدان .
أجل هو الربيع سمو الألق في مخرجات الحياة و قد أوقعت الحياة فصولها و قد أجاد الشتاء غيثاً يهمي لتغدو حباته كلمات على ضفاف الجداول سرح كتائب من أمواه توقظ كل جدب و تهزج لأفانين الحياة فما ينبثق في الأرض شهقات حياة تهتز له النفوس الشجية وجداً في ثنائية التأمل قيم عطاء و جمال و جلال الطاقة ألمعية كينونة نور على نور في مسار التطلع صوب أنفاس كل إحساس و ما بين مدخلات الشتاء و مخرجات الربيع يغدو يتملى الانتباه نفحات عطاء بعطاء و تلاحق سابق بلاحق والخطا تطرق الدروب و المدى عرائش تورق بنعماء الفهم المشبع أناقة دهش الربيع نشوة تدبيج ألوان و عبق شذا ومحاسن معطيات تزف إلى المدى كل رجاء … إنه ربيع النفس الأبية بحفاوة الذوق الرهيف .
وهو النداء ثانية بطريقة يا صاحبيّ تقصيا بأكثر من واحد ليكون شريك السعادة وانصهار الفرح في مآقي لحاظ عيون أضحت بريقا ً ما بين حوراء و دعجاء ، وقد هالها حسنها في متاعب الوجد لكنه استرحم ذاته في أكمام الورود تساميا.
هكذا هو النداء :
يا صاحبيّ تقصيا نظريكما تريا وجوه الأرض كيف تُصوّر
تريا نهاراً مشمساً قد شابه زهر الربا فكأنما هو مقمر
إنه اغتباط بالربيع الساحر في جمال و سمو النفس التي ترى سعادتها تكتمل بسعادة الإحساس الجمعي بكل أمر من غير أنانية أو ضمور فيا لروعة أنوار الشمس المختلطة بأزهار الورود طاقات و باقات بأضواء القمر و حال المتذوق لهافات وفراشات على رحيق زهر و قد هزتها أجنة الزهر ! .
إنه الربيع غزل القوافي في ديوان العرب ، و « وقع الصياصي في النسيج الممدد « و شدو الألوان في لوحات الخلق إبداعاً و صدى الذوق حضوراً و مكنون الدر في جواهر مصقولة لأباة من عمال و فلاحين وكل الشرفاء المخلصين الطالعين من واحات الأرض ذراري آباء و أحفاد و أجداد غرسوا وجودهم جذور سنديان فعمروا الوطن صروحاً إنجازات و على دربهم يتجدد الربيع ً كدا ً وعملا ً و نبوغ قيم في مهاد كل خلق كريم فكانت جذوة ثورة الثامن من آذار ثورة الوحدة و الحرية و الاشتراكية و الأرض لمن يعمل بها و يمتد الألق تشرين مجد و غار وتضحيات و خافقات رايات شموخ انتصارات لأجل وطن و إنسان حر أبي و أمة عربية أرضاً بين محيطين ، و وجوداً مدى أزمان وهي تطل دوماً من قاسيون :
من قاسيون أطل يا وطني فأرى دمشق تعانق السحبا
آذار يدرج في مرابعها و البعث ينثر فوقها الشهبا
لكأني أسمع ألف هاتفة وهران تلثم في العلا حلبا
و صدى البشيرِ يهزني طرباً إنّا أعدنا القدس و النقبا
نزار بدّور