لاشك أن الثورات هي نتاج فكري ونضالي يقود إلى تطور المجتمع على كافة المستويات البنيوية وهذا ما حققته ثورة الثامن من آذار عام 1963 والتي نحتفل هذه الأيام بذكراها السابعة والخمسين وهي أكثر ألقا ًوعنفواناً, لقد حقق شعبنا عبر مسيرة ثورة الثامن من آذار بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي عظيم الانجازات في بلد رسخ تطوره ومؤسساته على أرضية فكرية وعقائدية وتنظيمية اختارها وعمل على تعزيزها أكثر من نصف قرن ونيف , فأضحت سورية بعصر البعث خلية نحل تضج حيوية ونشاطا من أجل بناء الإنسان والوطن.
وهاهي سورية التي حملت رسالة البعث صامدة راسخة تقيم صروح سورية الحديثة وتتقدم بخطا ثابتة دفاعاً عن ثوابتها ومبادئها وقرارها المستقل , رغم اشتداد الحرب الكونية عليها منذ تسع سنوات , لابل إنها استطاعت تعزبز مواقعها وريادتها بالدفاع عن الحق العربي وحققت انتصارات جلى في دحر الإرهاب التكفيري المدعوم من دول الغرب المتصهين ومشيخات الخليج القزمة .
لقد أثبتت ثورة البعث تميزها وقدرتها على تحدي المتغيرات الدولية و الإقليمية وأضحت الرقم الصعب والمحوري في الحفاظ على الحقوق العربية وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه من براثن الصهاينة واضعة بوصلتها القدس الشريف.
لقد خطت سورية في ظل ثورة الثامن من آذار خطوات هامة واتجهت نحو آفاق في التنمية الاجتماعية تتعدى المسائل القطرية المحدودة , إلى مسائل العمل العربي الجماعي , فكانت الثورة بذلك منطلقاً إلى آفاق بعيدة المدى ترسم ملامح المستقبل , ومعتبرة بذلك أن الشعب مصدر كل عمل تاريخي …وقوة كل حركة تاريخية, واليوم الثورة مستمرة أكثر اشراقاً وانتصاراً وحضوراً في ذاكرة الأمة في ظل قيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
غالب طيباني