مسرح العرائس نافذة يطل الطفل منها للتعرف على الحياة

لقد أثبتت الدراسات التي قام بها الكثير من الباحثين في مجال بناء الطفل تربويا و فكريا ، أن مخاطبة حواس الطفل و عقله يساهم كثيرا في عملية غرس القيم و المفاهيم بشكل أسرع  مما لو تم ذلك عن طريق الوعظ و الإرشاد و المناهج الدراسية الجامدة , إن المسرح عموما ومسرح الطفل بشكل خاص يمتلك الخاصية الفريدة وهي مخاطبة العقل و الوجدان ، من خلال ما يقدمه للمتلقي ومن خلال تفاعل المتلقي مع ما يبثه المسرح من أفكار ومفاهيم و قيم ، عن طريق الصورة الجميلة المعبرة التي يشاهدها أمامه .
ويعد مسرح الدمى من أهم المسارح التي تساهم في عملية غرس تلك القيم والمفاهيم ، خاصة بالنسبة إلى الأطفال الذين هم في أعمار لا تساعدهم على فهم الحوارات و الحركات التي تجسد الحدث لذا يعد مسرح الدمى من الوسائل التعليمية والتثقيفية التي تمكننا من طرح الأفكار من خلال تقريبها إلى ذات الطفل بوسائل مختلفة .
ويعد الراحل الفنان أحمد جيجكلي أحد الأسماء الفنية الهامة التي عملت في أول فرقة مسرح عرائس في سورية عام 1960 حين أجرت وزارة الثقافة مسابقة لانتقاء لاعبي عرائس، فتقدم إليها عدد من الشباب الهواة وتم اختيار الأفضل منهم ليكونوا النواة الأولى لمسرح عرائس في دمشق بإدارة الفنان الراحل عبد اللطيف فتحي، حيث كان الهدف وقتئذ إمتاع الأطفال.
وأصدر الراحل جيجكلي كتاباً بعنوان «مسرح العرائس في سورية» بيَّن فيه أن الأهمية الكبرى لمسرح العرائس تكمن في الدروس والعِبَر التي يتلقاها الأطفال وتصل قلوبهم وتوضع في ذاكرتهم، عن طريق الحكايات الجميلة والقصص المشوقة ذات الحوارات السهلة والأسلوب الجميل في العرض الذي يفهمه الطفل ويحبه، ويشير إلى أن مسرح العرائس أداة جيدة تسعد الأطفال وتثير خيالهم وتنشط حسهم الفني بألوانها وأغانيها وموسيقاها، كما ترسخ في نفوسهم بعض القيم الإنسانية، وهو النافذة التي يطل الطفل منها للتعرف على الحياة والوسيلة المثلى لإيصال الفرح والسعادة والمعرفة والفائدة المرجوة له
وثَق جيجكلي في كتابه أسماء الرواد والمؤسسين في مسرح العرائس من كتّاب ومخرجين ومترجمين ومعدّي نصوص ومؤلفي موسيقا وأغان ومصممي دمى وديكور وإكسسوار وعاملين فيه في مجال الإضاءة والصوت والعروض العرائسية التي قدمها مسرح العرائس منذ تأسيسه.

المزيد...
آخر الأخبار