استيقظت باكراً كعادتي .أفكر بمشواري اليومي ..بسفري.. لأصل إلى مكان عملي …وأنا في الريف البعيد عن المدينة .أستيقظ وأنا منشغلة بالتفكير بالمعاناة اليومية التي أصبحت تزعجني وتؤرق نومي …
إنها المواصلات …معاناة من السرفيس الذي سيقلني إلى المدينة فكل يوم عمل فيه معاناة …والقصة تتكرر منذ سنوات ولكن سنوات الحرب كانت الأكثر إزعاجاً .
دقائق انتظار طويلة ليصل السرفيس إليّ .. وأنا المنتظرة في ظروف جوية صعبة يعرف بها ريفنا .
يصلني السرفيس …أهمّ بالصعود ..أفاجأ بعدم وجود مقعد مخصص لي ..فالمقاعد ممتلئة بالركاب ..وأنا من حجزت مقعداً من قبل ..
نجلس أربعة أشخاص ..كلّ منّا يظهر انزعاجه بطريقته الخاصة ..نجلس بتلاحم …والانزعاج باد على وجوهنا .
نسمع فيروز .. وأغاني الصباح الجميلة ..التي كانت تسعدنا وتبث فينا روح الفرح والسعادة …كنا نبحر في بحر كلماتها ونغوص في بحورها …لكن اليوم لا حياة في هذه الأغاني …إنها مجرد كلمات ..أصبحت اليوم لا تعني لي شيئاً …
كل واحد منّا مشغول بجلسته المريحة وكأنه في فندق خمس نجوم .نصل المدينة ..نهمّ بالنزول لكن عبثاً ..فالأطراف مشلولة …
لا تقوى على الحركة … نطلب من السائق الانتظار لنحلّ المشكلة وننزل كل واحد منّا إلى عمله ..
نعود بعدها ننتظر رحلة السفر المسائية والجلسة المريحة التي من الصعب أن نتخلى عنها.
معاناة تتكرر يومياً …وما من رقيب أو حسيب .
سلبتنا هذه المشكلة شيئاً من كرامتنا …عدد سرافيس قليل ..بسبب الحرب كما يقولون …وركاب كثر … ولا حول ولا قوة .
فهل هناك لكلماتنا آذان صاغية تضع حلاً لما نعانيه …نأمل ذلك…
ميرنا فرحة