من جديد يبدو قانون التأمين الصحي وتشميل المتقاعدين به هماً يؤرق الكثيرين منهم ويفتح أبواباً للتساؤلات لم تغلق يوماً , ولأن حاجتهم إليه باتت أكثر إلحاحاً من ذي قبل كون المتقاعد ينام على مرض ويستيقظ على آخر بعد أن وصل الى أرذل العمر , وولت أيام الشباب كومضة بعدما كانوا يعتبرون أنفسهم منارة يهتدي بها الجيل الجديد من الموظفين , وذوي خبرة ينهل منها من يريد , فرسخ في ضميرهم أنهم غير صالحين للحياة بعد أن سحبت منهم بطاقة التأمين الصحي بمجرد إحالتهم على التقاعد مع أن أسعار الأدوية ومتطلبات العلاج في تصاعد مستمر مقابل انخفاض القدرة المادية وضعف رواتبهم التقاعدية التي لم تعد تكفي لإجراء التحاليل الطبية والكشوفات وما يترتب على ذلك من أدوية , فالتفاوت كبير بين الراتب وبين الأسعار كل ذلك كان نتيجة حالة اقتصادية سببها الغلاء الفاحش لكل أنواع السلع الحياتية , فبات المتقاعدون قلقين تهب عليهم الريح من كل حدب وصوب لا يكفيهم الراتب لأيام قليلة من الشهر ما بين مداواة أمراض التقدم في العمر وتكاليف الحياة الأخرى من طعام وشراب وتدفئة ومواد ضرورية أخرى …مجموعة من المتناقضات تلعب دورها في حياتهم , فتعلموا كيف يعالجون بعض الآلام التي يحسون بها بأنفسهم كالطب البديل أو المداواة بالأعشاب طالما أن لكل مرض تسعيرته الكاوية للجيوب ..
ونحن بدورنا نناشد الجهات المعنية الرأفة بأحوالهم والنظر إليها بعين إنسانية من خلال دراسة أوضاعهم وأن يكونوا في حالة حضور يقظ متابعين لهمومهم حتى لا تتعرض حياتهم لأي اهتزاز ويصبغ الركود الميت أيامهم المهددة بالتلوع والخوف والتدهور يخترقون خلالها صحارى شاسعة لا ماء فيها ولا مطر ..
عفاف حلاس