يرى ابن منظور في لسانه , لسان العرب أن البرطيل هو الرشوة وجمعها : براطيل , وبرطل فلاناً برطلة : رشاه , وتبرطل : ارتشى
ويرى صديقي أبو اسامة أن – البرطيل – من مخلفات العثمانيين القذرة في بلادنا , وقد تكون الكلمة ذات أصل تركي , وربما ارتبطت بكلمة , رطل , فرطله رطلاً : رازه بيده ليعرف وزنه فالمبرطل بكسر الطاء – يروز – المبرطل – بفتح الطاء ليعرف وزنه , ومهما يكن فإن – البرطيل مظهر من مظاهر الفساد الإداري ينعكس فساداً اجتماعياً في استطالاته وإن وجدنا نوعاً من التدليس لتجميله وقبوله على طريقة وضع الدواء المر في غلاف حلو ندعوه – ملبس – كأن يدعى – البرطيل – ثمن فنجان قهوة و أو ثمن خاروف من أجل وليمة وقد يكبر ثمن فنجان القهوة فيغدو نفقات رحلة خارجية ترفيهية أو ثمن بيت جد متواضع !!
وإذا كان البرطيل بين الأفراد شائعاً ويراه بعضهم نوعا من تيسير الأمور , ولا ينعكس ضرراً كبيراً , فإن نوعاً من البرطيل أكثر خطراً وضرراً شاع وانتشر وهو برطيل دول لأفراد وبرطيل دول الى دول من أجل مواقف معينة فمن برطيل دول لأفراد ما قامت به دول كقطر والسعودية من برطلة شخصيات سورية تندرج اليوم في قوائم مايسمى المعارضة الخارجية وذلك من أجل الوقوف موقف العداء لدولتهم وشعبهم فشاركوا أعداء وطنهم في تدمير بناه التحتية وقتل شعبه بأشكال مباشرة وغير مباشرة وقائمة المبرطلين والمبرطلين تطول وتطول وأعتقد أن انتصار سورية على الإرهاب سيجعل هذه القائمة في حاويات القمامة او على الأقل في حاويات النسيان .
وأما براطيل الدول للدول من أجل مواقف معينة فأكثر من تغريدات الرئيس الأمريكي – دونالد ترامب – على التويتر !!
فالسعودية تبرطل فرنسا ولذلك يقف نائب في البرلمان الفرنسي ويصرخ : يا للعار : كم ملياراً من الدولارات ثمن شرف فرنسا ؟
والبرطيل صفقة سلاح من أجل قتل الشعب اليمني .
وتبدو الولايات المتحدة الأمريكية مبرطلاً ومبرطلاً في الوقت نفسه , فهي البراطيل بمليارات الدولارات من دول الخليج وخصوصاً السعودية ناهيك عن البراطيل الشخصية لترامب وزوجته وابنته وصهره – كوشنير- وهي أيضاً تبرطل الآخرين , فتعد الأمراء والملوك بحمايتهم والإبقاء عليهم جالسين على عروشهم وهي تبرطل تركيا برفع العقوبات عن وزراء في الحكومة التركية ويعد الرئيسي التركي – رجب طيب اردوغان – أكثر المتلقين للبراطيل ولذلك نراه يرقص على حبال كثيرة فيراوغ هنا وينافق هناك – ويسرب معلومات هنا ويطلق تصريحات مناقضة هناك والقنصلية السعودية في اسطنبول هي مزاد البراطيل , ويبدو الكيان الصهيوني أكبر المستفيدين من البراطيل التي يجمعها – دونالد ترامب – وحلفاؤه لأن جيوبه مفتوحة للصهاينة وهي تذكر بقول الشاعر القروي مخاطباً آرثر بلفور صاحب الوعد المشؤوم :
لو كنت من أهل المكارم لم تكن من جيب غيرك محسناً يا بلفر
د. غسان لافي طعمة