تحية الصباح ..عندما نبني الإنسان ننتصر

تختلف حساسية الميزان بحسب جودة الصنع وكذلك الأمر بالنسبة للبشر بعض النهارات تمكنك من فك ألغاز الصباحات التي مرت بوجهك ،فيبتسم قلبك للساعات الآتية وتدرك أن النهار انحاز إليك مجدداً لأنك الأجدر بالشروق والوضوح.
غموض الناس عموماً لايفيدك لطالما فراشات روحك تطير بك لسماء ٍ تراها ببصيرتك ويرونها بأبصارهم كيف للمرء أن يمارس مهاراته في جو محكم ٍ بالهموم .. ؟ ( سؤال الذات للذات ( وهل على الإبداع أن يدفع ضريبة إنجاز نصوصه الشعرية أو المسرحية أو الأدبية بمافيها كل فنون الأدب من رواية وقصة ومقال و….هل عليه أن يدفع دائماً الضريبة في مجتمع يقلل من قيمة ماوصل إليه.. لا أحد يستطيع أن ينكر دور الأدب والقيمة المضافة للكتاب الذي ينجزه الأديب إلى مجتمعه وانعكاساته على الفئة المتابعة والقارئة فمن يربي النشئ على القيم لاينهزم.. في الحرب العالمية الثانية هُزمت اليابان وفي أقل من خمسين عاماً انتصرت على العالم بالعلم والتقنية.
يقول أحد المستشرقين: إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاث هي: هدم الأسرة – هدم التعليم – هدم المرجعيات والقدوات ،وبقدر ما تكون حضارة الأمة وأخص بالذكر(الإنسان) محصّنا ً بالعلم والمعرفة لن يهزمه الجهل فالمرء عدو مايجهل ولن تنهزم أمته.
لابد هنا من ذكر قصة سور الصين العظيم التي فيها من العبرة مايكفي للحض على بناء الإنسان تقول القصة: عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان ،بنوا سور الصين العظيم واعتقدوا بأنه لايوجد من يستطيع تسلّقه لشدة علوه ولكن خلال المئة سنة الأولى بعد بنا ء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات وفي كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية في حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه بل كانوا يدفعون في كل مرة للحارس ويدخلون من الباب.
بالعودة إلى ذي بدء نقول عندما نؤمن للإنسان الظروف الصحيحة المناسبة ليحيا بكرامته دون الحاجة ليتبع الطرق الخفية في تحقيق ذاته من منطلق ( الغاية تبرر الوسيلة) و إعطاؤه ما يستحق يمكن محاسبته إن انحرف عن الطرق المزروعة بالعطاء وفي الصين أيضاً على اختلاف القوميات والديانات وربما تتجاوز الخمسين تحدّثنا إحدى الصديقات اللواتي زرن الصين بمهمة رسمية أنه في تلك البلاد اثنان فقط يعملون على إعادة تأهليهم الأول من يسأل الآخرين عن دياناتهم وطوائفهم والثاني ذاك الذي يستطيع العمل ولايعمل .. الإنسان هو وردة الكون وعلى حسب سقايتها يكون عطرها فواحاً في الحياة ..فكل إناء ينضح بما فيه ..

ريما خضر