تحتاج المزروعات والخضار خاصة في فصل الصيف إلى كميات كبيرة من المياه لسقايتها , الأمر الذي يجعل المزارعين يلجؤون إلى حفر الآبار الارتوازية بطرق متعددة ولكن نظراً لغلاء تكلفة حفر البئر ومنع الحفر من قبل الجهات المعنية لأن ذلك يؤثر على المياه الجوفية لجأ الكثيرون من أصحاب الأراضي إلى ري الخضار بمياه الصرف الصحي القريبة من حقولهم لأن ذلك لا يرتب عليهم أعباء مادية كبيرة ..
وكما هو معلوم فإن هذه المياه الملوثة تؤثر على صحة وسلامة المواطنين , لكنهم يلجؤون إلى هذه الطريقة في ري المزروعات طمعاً في تحقيق ربح سريع وغير مكلف فتصل إلينا الخضار ملوثة وغير صالحة للاستهلاك البشري والتي وغالبا لاتظهر نتائجها سريعاً وإنما تتأخر ربما إلى مدى بعيد ..
كما تساهم مياه الأمطار في فصل الشتاء في نقل الأخطار المتمثلة بالملوثات المكشوفة إلى أراض واسعة في المنطقة وتؤثر في المجال البيئي وتسميم التربة القريبة..
في بعض الأراضي الزراعية نلاحظ وجود أنهار عميقة وتجمعات للمياه انتشرت بكثرة وباتت بؤراً للحشرات تحوم حولها طاردة أمامها الماء النقي ليتحول المشهد إلى مستنقع للمياه الآسنة تسقى منه البندورة والبقدونس والخس وكل أنواع الخضراوات المزروعة في المكان حتى أصبح المستهلك عندما يشتري جرزة بقدونس أو غيرها يشم فيها الرائحة المقززة والزنخة تختلط في ثنايا وأنسجة تلك الخضار مما يفقدها طعمها ونكهتها المعهودة ورائحتها الندية والتي لم نكن نعرفها في الماضي ..
لذلك لابد أن نكون واعين لمثل هذه الأخطار من مراقبة مياه الأنهار ومصادر المياه وعدم رمي النفايات في مجاري الأنهار والآبار القريبة من البيوت والمشافي حتى لا تختلط مياه الشرب النقية مع مياه الصرف الصحي والمخلفات العامة والنفايات ..
ألا يكفي المواطن ما ناله من غلاء في أسعار الخضروات والفواكه ,وما يصيبه جراء غش غالبية المواد الغذائية لتنهال عليه المنغصات والأهوال حتى يصل به الحال إلى واقع مترد يؤثر على صحته العامة ويودي به إلى التهلكة ..
إذن لنساهم في قمع تلك الظاهرة المؤذية في تلويث التربة وتسبب الضرر للإنسان والبيئة .
عفاف حلاس