في زمن الأوبئة والجائحات ، يكثر الكلام عن المآسي والعواقب … ولعلّ اجتراح الحلول هو الأهم …!! في عام 1929 ابتلت بلاد الشام بوباء الكوليرا .. وكانوا يسمونه ” الهواء الأصفر ” .؟ وقد روى لي جدي لأمي – رحمه الله – أنهم كانوا يوارون في الثرى عدداً من المتوفين بسبب هذا الداء . في تلك الأيام كان ثمة مشفى صغير في كل مدينة.. لا مراكز صحية لا أطباء .. لاشيء .. لا وسائل إعلام وتوعية . اليوم الحال تبدل كلياً لكثرة ما تحدثت وسائل الإعلام عن ” كورونا ” يزداد الهلع بغير مبرر ، وفي هذه النقطة لا يقع اللوم على الإعلام بأنواعه ، بل على الناس الذين يذكرون عدد الوفيات وجنسياتهم ولا يذكرون وسائل الوقاية ، لأن درهم الوقاية خير من قنطار العلاج . اللافت ، حتى اليوم ، أن السوريين – حماهم الله وحمى الله الناس أجمعين من هذا الوباء – كورونا – قد تقيدوا بتعليمات حظر التجول بنسبة تفوق التسعين في المائة !! هذا أمر يثلج الصدر بالفعل . وفي اليوم الأول للحظر لم يخالف القرار سوى مائة وخمسون شخصاً في كل المدن السورية . ولعل بعضهم كان يجهل القرار ولم يسمع به ، لسبب ما أو لآخر . الشارع أمام منزلنا ، وكل الشوارع موحشة . لا بأس هذا وقت المنزل واللقاء مع الأولاد والقراءة والكتابة ومشاهدة التلفاز.. تجربة جديرة بالإفادة منها . الهدوء في أثناء حظر التجوال ، له حضور طاغ : لا صوت لا حركة ، لا حفيف شجر .. ..!! بحثت كثيراً عن رواية ” الحب في زمن الكوليرا” للراحل الكولومبي الشهير ماركيز فلم أجدها ، في مكتبتي . استعارها أحد ما ولم يُعِدها .. هذا يجعلني أتردد في إعارة أي كتاب لأي شخص .. ما يلفت في موضوع كورونا وتداعياته ، اغتيال العالم التونسي محمد عبد القادر البزرتي في ألمانيا، الذي يقال إنه نجح في تصنيع دواء لكورونا ..!! غموض يلف الموضوع . لكن أيادي الموساد وأمريكا واضحة ، كما يقول المحللون . حتى الآن ، نحن نعمل ما نستطيع من أجل تفادي هذا الوباء اللعين .. حكومةً وشعباً .. والأهم هو الالتزام بقرارات الحظر والنظافة والتعقيم .. لا مصافحة .. مسافة أمان بين كل شخص وآخر .. إيجاد حل للتزاحم الموجود على أبواب مراكز السورية للتجارة . ولأن السوريين أصحاب نكتة ودعابة ، فقد ابتكروا حكايات ودعابات عن الحظر . وابتعاد أفراد الأسرة عن بعضهم البعض لمسافة متر .. لكن ما سمعته من صديق لي في مدينة حمص ، وهذه حقيقة وليست خيالاً، أن أحدهم لديه ابنة في الخامسة عشرة من عمرها اسمها ” كورونا ” وبسبب هذا الداء اللعين الذي يحمل اسمها ، فالفتاة أصيبت بصدمة واكتئاب .. ونحن هنا ليس بوسعنا سوى الدعاء أن يحمي الله شعبنا من هذا ” الكورونا ” سيمر الوباء .. وتعود الأمور كما كانت .. وبعد سنوات ننسى كل شيء عن كورونا – الداء – ولكن كورونا الصبية المتفوقة في دروسها .. ستبقى كورونا ..!!
عيسى إسماعيل