لم يكن الاهتمام بالطفل وعالمه شيئاً جديداً ،والطفل العربي شغل مساحات من اهتمام الشعراء والكتاب في سياق اهتمامهم بالحياة الاجتماعية .
فللطفل طبيعة خاصة عرفها الأقدمون معرفة عفوية من خلال ما شاهدوه منه وعرفوه عنه من غير تحليل أو تعليل .
ويرى الجاحظ أن الطفل غير مدرك أن الحياة وأمورها هي التي تكسبه المعرفة بالتجربة والمعاينة .
أما ابن سينا فيرى أن لكل صبي طبيعة خاصة فما يلائم صبي لا يلائم غيره لذلك نرى واحداً من الناس تواتيه البلاغة وآخر يواتيه النحو.
وكذلك من طبائع الأطفال الولع بكل غريب أو ضعيف من الناس والحيوان وما أكثر ما نقرأ في كتب الأدب عن ولع الأطفال وعدوهم خلف المجانين يصيحون ويعبثون بهم ويرمونهم بالأقوال الجارحة إلى أن يتعبوا ويملوا من ذلك .
أخيراً : إن نفس الطفل مرآة صافية تعرض ما يعرض عليها وعجينة لينة تحتفظ بما ينقش عليها ويطبع وتتشكل وفق القالب الذي تسكب فيه وهي وعاء ينضح بما ملأته .
ميرنا فرحة