يتوجه السوريون يوم الأحد القادم للمشاركة في الاستحقاق الدستوري المتمثل بانتخابات مجلس الشعب في دوره التشريعي الثالث معبرين من خلال ذلك عن انتمائهم الوطني وتمسكهم بمؤسساتهم وحرصهم عليها لتفويت الفرصة على أعداء الوطن الطامعين بمقدراته والساعين للقضاء على كل أشكال الحياة التي نعم بها السوريون على مدى عقود طويلة.
إن المشاركة في الانتخابات حق وواجب وطني وهي تمثل استكمالاً لانتصارات الشعب العربي السوري وجيشنا الباسل على الإرهاب والإرهابيين على امتداد مساحة الوطن ما يستدعي من الجميع أن يكونوا على قدر المسؤولية الوطنية في اختيار المرشحين الأكفأ لتمثيلهم وتحقيق آمالهم وتحقيق مطالبهم لصون سيادة ووحدة الوطن.
وهنا تتجلى مسؤولية الناخب ووعيه في عملية الاختيار التي يجب أن تكون بعيدة عن أية مغريات بل أن تكون أقرب إلى المسؤولية العالية في اختيار الممثلين الحقيقيين ممن يتمتعون بالكفاءة العلمية والخبرة العملية للتعبير عن طموحات وآمال الناخبين الذين يمثلون صوت الوطن والمواطن ،وبالتالي فإنّ من تقع عليهم مسؤولية التمثيل عليهم أن يكونوا بحق جديرين بحمل هذه المسؤولية بكل إخلاص ووفاء حيث ضمير الشعب والأمة سوف يلاحقهم خلال الدورة التشريعية التي تصل إلى أربع سنوات وبالتالي لن تنتهي المسؤولية والعلاقة بين المرشح والناخب بعد وضع ورقة الاقتراع في صندوق الاقتراع فهناك محطة سوف يقول فيها المواطن ماذا قدم له مرشحه وممثله في مجلس الشعب .
.
مرة أخرى نؤكد أنّ صوت المواطن واختياره الصحيح يصنع مستقبله ومستقبل أولاده,وهذا الصوت أغلى وأثمن من أي شيء فأمام الناخبين مهمة وطنية ترتبط بالمستقبل وحسن اختيارنا كفيل بحسن النتائج وذلك من خلال ممارسة حقنا بكل حرية ونزاهة وموضوعية بعيداً عن أية علاقات مصلحية لأنّ مصلحة الوطن العامة فوق كل مصلحة فالكلمة الفصل للناخب الذي سيعطي صوته لمن يثق به ،لمن ينقل همومه والأمل كبير في وصول من هم أهل لهذه المسؤولية الأخلاقية والوطنية .
ما نود التذكير به أن انتخابات مجلس الشعب التي ستجري في التاسع عشر من الشهر الحالي تكتسب أهمية استثنائية لأن البلد مقبل على مرحلة إعادة إعمار ، ما يتطلب وجود أعضاء يتمتعون بمواصفات وبإمكانات تناسب الطموحات وقادرين على متابعة شؤون المواطنين بأمانة من دون كللٍ أو ملل وطرحها بكل شفافية وجرأة ، ولا يخفى على أحد الدور الكبير والهام لأعضاء المجلس خلال المرحلة القادمة التي تتطلب جهدا أكبر ومتابعة حثيثة لكل متطلبات الوطن والمواطن في التنمية والتطوير والبناء والاعمار, فالاستحقاق واجب أخلاقي ومسؤولية وطنية كبيرة لابد أن يعيها كل مواطن.
إن انجاز الانتخابات في موعدها له دلالات إيجابية أهمها أنها دليل على انتصار سورية في مواجهتها للإرهاب التكفيري، وتأكيد لرسوخ وثبات الموقف السوري وصمود شعبها في مواجهة العدوان، ورفضهم أي تدخل من أي جهة كانت في قراراتهم الوطنية التي تعبر عن آمالهم وطموحاتهم المشروعة في دحر الإرهاب وإعادة اعمار ما دمره الإرهابيون خلال السنوات التسع الماضية بإشراف ورعاية الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في المنطقة.
بات معروفاً لجميع المشاركين في الانتخابات التشريعية من ناخبين ومرشحين، أن عضوية مجلس الشعب هي مسؤولية وواجب وطني وليست
امتيازاً, وان المرشح لمجلس الشعب يجب أن تتوفر فيه الخبرة والمقدرة والجرأة على طرح القضايا التي تهم المواطنين بصدق وأمانة وعندما ينجح في الانتخابات ويصبح نائباً في مجلس الشعب أن يكون بحجم الأمانة التي حملها فلا يدير ظهره للناس ويتجاهل متطلباتهم وطموحاتهم ويسعى لتحقيق مصالحه الشخصية, بمعنى أشمل أن يكون بحق صوت الشعب وان يوصل أصواتهم إلى أصحاب القرار من خلال التفاعل مع الناس فهو منتخب من قبل الشعب نفسه, ومن يمثل هذا الشعب يجب أن يكون بمستوى وعي هذا الشعب القادر على أن يفرز من بين صفوفه أعضاء قادرين على تمثيله بالشكل المناسب.
إننا جميعاً مدعوون لممارسة حقنا الانتخابي فلنمارس هذا الحق بروح المسؤولية والواجب.
محمد قربيش