إن الاهتمام بالمواهب الفنية في مختلف المجالات والأخذ بيدها ودعمها وفسح المجال أمامها لإبراز مهاراتها الفنية يساهم في تحفيزها للمضي قدما في تطوير مواهبها .
ومن المواهب الموسيقية الشابة التي تشق طريقها بطموح كبير في مجال الموسيقا حيدرة محسن عيده الذي دأب منذ الصغر لتطوير موهبته الموسيقية وصقلها من خلال الغوص في علومها مما زاد من قدراته ومهاراته الموسيقية و دفعه للسير بثقة لمتابعة مشواره الموسيقي ومتابعة دراسته في التحضير (للبكالوريا ) وبالإضافة إلى اهتمامه بالكتابة الأدبية .
عن موهبته ونشاطاته الموسيقية قال :بالنسبة لتجربتي مع الموسيقا أحب أن أقسمها إلى مرحلتين المرحلة الأولى كانت مرحلة تلقينية إملائية إذ لم تكن الموسيقا آنذاك تتعدى حدود الهواية إذ كنت أتردد على كورسات التعليم الموسيقي منذ الصغر بتشجيع من والديَّ وفي المدرسة الابتدائية كنت أعزف في فرقة الكشافة المدرسية على آلة السنير ( آلة إيقاعية ) وبقيت في الفرقة لمدة ثلاث سنوات ويمكنني القول إن عملي مع هذه الفرقة كان التجربة الموسيقية الأولى حيث صعدت على المسرح للعزف أمام الجمهور للمرة الأولى ثم لأكثر من مرة في المهرجانات المدرسية وغيرها من النشاطات وفي الصف الخامس حزت على لقب رائد طليعي على مستوى فرع حمص في العزف على تلك الآلة .
وعندما أصبح عمري 11 عاماً التحقت بالمعهد العربي للموسيقا في حمص ( معهد محمد عبد الكريم ) للتعلم على آلة العود وتعلم المبادئ النظرية في الموسيقا والصولفيج واستمر تدريبي على آلة العود ولعامين متواصلين ثم توقفت عن التدريب .
ولادتي الموسيقية
وأضاف :أما المرحلة الثانية والأهم في تجربتي مع الموسيقا والتي اعتبرها بمثابة ولادتي الموسيقية الحقيقية وكانت تجربة استكشافية بحتة وقررت باختياري الشخصي المطلق التعلم على آلة البيانو وكان ذلك في سن الـ 13 عاماً وحتى الآن تلقيت دروساً أكاديمية وما زلت على أيدي أساتذة مهرة ودائماً أشعر بلهفة وشغف لنهل المزيد والاستماع لأعمال موسيقية جديدة بالإضافة إلى تواجد آلة الأورغ في المنزل منذ الصغر حيث كنت أتدرب عليها بمفردي وفي البدايات كنت أرتجل ألحاناً معينة واكتشفت حركات تقنية بسيطة بمفردي وهنا تكمن قمة الاستمتاع باكتشافي لهذه الآلة ثم بدأت أتعلم الدروس الأكاديمية وفي هذه المرحلة ( الإعدادية ) كان اتجاهي نحو التأليف يتطور إذ اطلعت في ذلك الوقت على أفكار وعلوم جديدة في هذا المجال والذي هو طموحي اليوم ( بأن أنشر وأؤلف قطعاً موسيقية وحينما نشرت أول قطعة كتبتها على مواقع التواصل الاجتماعي تلقيت إطراء ودعماً كبيرين من أساتذتي وهذا أعطاني دفعاً قوياً للاستمرار وتطوير استكشافي لمجالات التأليف وبحوره الواسعة ومن الأساتذة الذين دربوني على السنير الأستاذ (علي معروف ) و على العود الأستاذ ( وسام العلي ) و الصولفيج الأستاذين (حسان اللباد و إياد حنا )و على البيانو الأستاذين (شادي كرم و ذوالفقار سلوم).
سحرمتجدد
وعن سبب اختياره لآلة البيانو قال: إن هذه الآلة تجذبني بشكل كبير وتسحرني بصوتها المميز صوتها الذي له القدرة أن يعبر عن أي فكرة أو حالة شعورية كانت تثير إعجابي .
نقد بناء
وعن دور الأهل في تنمية مواهب أبنائهم قال : كان أهلي دائما يدعمونني وكان تشجيعهم حاضراً وما زال في كل الأوقات بالإضافة إلى الاستماع الواعي لما أكتبه من قطع موسيقية فدائماً يبدون رأيهم بصدق بنّاء ويعجبني أنهم لا يجاملونني فإن لم تعجبهم إحدى مؤلفاتي أو لم يستطيعوا فهم ما أريد التعبير عنه يخبرونني بكل صراحة فأنا ولدت في أسرة تستمع وتهتم بالموسيقا وهذا ما جعل لي أذناً موسيقية تنجذب بعاطفة وشغف .
نشاطات متعددة
وعن نشاطاته الموسيقية قال :أعزف في فرقة نادي المحافظة التابع للاتحاد الرياضي العام وتجربتي مع هذه الفرقة صقلت بقوة فكرة العزف الموسيقي الحالي لدي مع عازفين آخرين ضمن فرقة واحدة في زمن واحد ، كما أنني حالياً أعمل على ترجمة كتاب في فلسفة الموسيقا عن اللغة الإنكليزية بالإضافة إلى مجموعة مقالات .
وسيلة رائعة للتأمل
بالنسبة للتنسيق بين العزف و الدراسة قال :إن التدريب على البيانو جزء لا يتجزأ من يومي كما أنه ملجأ مهم لتفريغ ضغط الدراسة و الجهد ووسيلة رائعة للتأمل و الوقوف مع الذات و الانعزال عن المحيط الخارجي إلى عالم النوتات و الألحان.. لكن بالطبع ساعات التدريب تقلصت بشكل كبير بسبب تزايد حجم المواد الدراسية و ضغط المعلومات و ضيق الوقت.
هيا العلي